السبت، 5 نوفمبر 2016

الخرطوم واكياس البلاستيك

 19-10-2016
ولاية القضارف خالية من البلاستيك منذ أن أصدر واليها الأسبق بروفسير الأمين دفع الله في عام 2000م قراراً ألحقه بقانون يمنع استخدام أكياس البلاستيك.
قامت الجهات المتضررة من القرار وهم أصحاب مصانع البلاستيك الذي تطور إلى قانون بدعوى للمحكمة تحتج على قانون منع البلاستيك. استندت الولاية في قانونها بنص يمنح الوالي إصدار أي قانون في مصلحة إنسان الولاية.
تدرجت الشكوى من محكمة الى محكمة أعلى حتى المحكمة العليا وربما المحكمة الدستورية، وكانت دفوعات الوالي أن أكياس البلاستيك مضرة بالإنسان والحيوان والأرض والبيئة. فهي بعد دراسة ثبت أنها من مسببات انتشار الملاريا والتي انخفضت بعد منع أكياس البلاستيك، ومضرة للحيوان وكثير من الحيوانات وجدت معدتها متلبكة من البلاستيك وأخرج من بطنها عدة كيلوجرامات من البلاستيك. كما أن البلاستيك مضر في الأرض ويعرقل الزراعة نسبة لحجبه الماء من التسرب إلى تحت ليروي النبات.
هذه الدفوعات كانت الحجة على مصانع البلاستيك الذين لا يرون إلا الربح منها وما بعد الربح في ستين داهية.
من هنا كل ولاية تريد أن تسن هذا القانون أمامها سابقة قانونية لا يستطيع كائن من كان أن يتطاول عليها. هذه واحدة، ولكن لابد من البدائل المقنعة. أصدرت ولاية الجزيرة نفس القانون قبل سنوات بعدما رأت أرضها تضيع من بين يديها وشوارعها قبيحة وبيئتها متخلفة جداً، كل الطرق مسكيت وأكياس بلاستيك. ولكن للأسف الجزيرة دخلت على مواطنها من بوابة العقوبات وكانت الغرامات هي عصاها الوحيدة ولم ينجح القانون لأنهم لم يتعبوا لا في التوعية ولا في البدائل.
من يُرد أن يتخذ هذا القرار لابد أن يقنع الناس بحملة إعلامية ضخمة وأكياس ورق مقوى وقفاف سعف وأكياس قماش، كل ذلك يجب أن يكون متوفراً قبل صدور قرار قانون مليء بالغرامات.
نفايات الخرطوم الآن معظمها أكياس بلاستيك تشوه المدينة، وبما أن هيئة نظافة الخرطوم شكت من عجزها في تنظيف الخرطوم عليها أن تفكر في بدائل البلاستيك حتى لو اضطرها ذلك لمصانع قفاف وأكياس ورق مقوى وليكن هذا البديل لأصحاب مصانع البلاستيك من الآن.
وسؤال لماذا هذا الشأن يترك للولايات كل واحدة وهمتها وقوتها ونضجها لماذا لا يكون قانوناً اتحادياً يلزم كل أهل السودان ويقلل السرطانات والملاريا كما أثبتت الدراسات. هل نقبل مرض آلاف الناس ليربح عدد من أصحاب المصانع؟
حدثني صديق زار دولة روندا قال من المطار استبدلوا كل كيس بلاستيك نحمله بكيس ورقي جميل مع عبارة (عفواً البلاستيك ممنوع في رواندا)، ويقال انها الآن من أجمل الدول الأفريقية، ليس بفضل هذا القرار ولكن حكم راشد عالج كل جراحات المجزرة الشهيرة.
توعية مرورية:
إلى سائقي المركبات الكبيرة والأمجادات والركشات في الطرق مزدوجة المسارات رجاء الزموا المسار الأيمن واتركوا الأيسر للسيارات الصغيرة. وعلى إدارة المرور وضع لوحات تحدد سرعة كل مسار وتبدأ تربية الناس على احترام هذه الإرشادات بلا تسويات مرورية.

ليست هناك تعليقات: