06-11-2016
|
عندما يكون مؤهل (الاستوزار) الولاء منذ أيام الدراسة الجامعية حيث الخطابة في أركان النقاش وقبيح القول للخصوم وإطلاق الحديث في الهواء في وقت معظم الطلاب الآخرون وقتهم لا يكفيهم للتحصيل الأكاديمي ويزداد صغار السياسيين جهلاً بين أقرانهم ويخرجون للحزب الحاكم الذي يحفظ لهم جميل صنيعهم أيام الطلب (الحزب الحاكم منذ أيام الاتحاد الاشتراكي وحتى الآن). هذه المؤهلات لا تترك لصاحبها وقتاً للتربية وسيجد نفسه في سوق عرض وطلب ينعكس ذلك على كل سلوكه ويوم يعتلي الكرسي، الذي عمل له وقتاً طويلاً، ماذا هو فاعل به؟ لم يسمع بخطط ولا استراتيجيات ولا أخلاق فاضلة ولم يدرب على إدارة. مثل هذا الكادر ماذا تتوقع منه؟ أحد الولاة نسيت الآن من هو أصدر أمراً لوزرائه ومعتمديه ألا يعلن أحد منهم تبرعاً دون أن يكون الشيك في يده. لأن ظاهرة تبرعات المسؤولين أمام الجماهير وفي لحظات الحماس أحدثت خيبات أمل كبيرة. رغم قناعتنا أن التبرع خلل إداري كبير أما أن كون هناك برنامج أعد بعد دراسة ورصدت ميزانيته ووضع الجدول الزمني لتنفيذه وبذا يكون حقاً مستحقاً وجزء من خطة وخريطة عمل واضحة. أما هرجلة التبرعات وزيادتها بعدم الوفاء فهذا فقدان ثقة وانهيار مصداقية (والكلمة ديك ما في داعي ليها). مثال لعدم الوفاء ذلك البرنامج الطموح الذي أعلنته وزيرة الدولة بوزارة الصحة سمية أكد بعد عدة زيارات قامت بها لمستشفيات الولايات وكانت تتحدث بثقة تامة أنها ستكمل نقص كل مستشفى وأعقبت الزيارة بمهندسين وضعوا وفصَّلوا في كل الاحتياجات ووضعوا التقديرات. وفي اجتماع بمقر الوزارة عرضت احتياجات مستشفيات ولاية الجزيرة بحضور وزير صحة الولاية وبعض المعتمدين ونواب المجلس الوطني بالولاية ومواطنين. عرضوا على هذا الجمع احتياجات كل مستشفى وستنزل العطاءات في الصحف قريباً ولم تنزل حتى يوم الناس هذا. من قتل حماس الوزيرة أم كانت تبيع الناس السراب وليس في يدها شيء؟ بعدها عرضت الوزيرة أمام مجلس الوزراء عدد 111 سيارة أسعاف وقالت هذا جزء من 450 سيارة إسعاف حتى يصبح في كل مستشفى سيارة إسعاف. ولم يتحقق الحلم أما المعدات فكادت تقول فلتذهب كل ولاية وتاخذ احتياجاتها اليوم وليس غداً. وبرنامج طويل من الكوادر البشرية قابلات وسسترات واختصاصيين وتعيين لكل مؤهل. من حَجَّم هذه الوزيرة؟ ولماذا أطلقت هذه الأحلام والأماني قبل أن تضمن الموارد والميزانيات؟ وكم مثلها باعوا الناس الأماني دون رصيد؟ توعية مرورية التخطي في الطرق السريعة هو جزء من دقيقة إذا تمهلت نجوت ووفرت وقتك وحياة الآخرين. وإذا تهورت وتخطيت في اللحظة الخطأ معتمداً على سرعتك أو تريث القادم، قد تفقد حياتك وقد تفقد جزء من أطرافك وتدفع ثمن عجلتك لكسب دقيقة شهوراً على السرير الأبيض. Istifhamat1@gmail.com |
الاثنين، 14 نوفمبر 2016
الوزراء والوعود السراب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق