12-11-2016
|
يحمد لإذاعة أم درمان صمودها أمام كل الوافدين الجدد منذ ضرتها الأولى التلفزيون الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي، ويومها كانت إذاعة أم درمان كأم الأولاد التي تزوج عليها زوجها (ياه تلفزيونكم دا الماو فايت الخرطوم سجم كان يحرقني). لم يستطع التلفزيون منافسة الإذاعة لقلة انتشاره وصعوبة إرساله، في ذلك الزمان، حيث النقل عبر شبكات المايكروويف وهي طريقة مكلفة تحتاج أبراج بعد كل مسافة لتنقل الإشارة للبرج الذي بعدها إلى أن تصل إلى المحطة الأخرى وطول كل برج 96 متراً وتعطل أي برج يعني انقطاع الإرسال بين المحطتين، أنظر كم برجاً بين مدني والخرطوم كانت تنقل البث الذي وصل مدني بعد عشر سنوات تقريباً ومازال الواتساب يردد خطبة السيد عمر الحاج موسى وزير الاعلام يوم افتتاح تلفزيون الجزيرة، والذي كانت له خطب مميزة مليئة بالأسماء والأماكن، وله صوت جميل ومقدرة عالية على الاسترسال وادهاش السامعين رحمه الله. تطور الاعلام وازدحم الفضاء بالقنوات ومحطات الاف أم FM وإذاعة أم درمان صامدة لا تتزحزح كالجبل ومستمعوها يحافظون عليها وهي تحافظ عليهم ليس كمرفق حكومي ولكن العاملين في الإذاعة مرتبطون بها في كل العهود ولهم من الوفاء للمهنة والمهنية والتجويد ما جعل الإذاعة صامدة ومواكبة. لم تقتصر موجاتها على الموجة المتوسطة والقصيرة ولكن لها أيضاً من تطور العصر نصيب فلها أيضاً موجة FM هي 95 ولها مراسلون داخليون في كل الولايات وخارجيون أيضاً. بعد هذه المقدمة الطويلة، وأتمنى أن لا تكون مملة، يوم الثلاثاء الماضي قدم مراسل الإذاعة أو مسؤول الإعلام في ولاية نهر النيل تقريراً عما يجري في الولاية منذ أ بدأ (في مهرجان كبير) و (افتتاح مصنع تمور كبير) وسكب من التقرير كله بالإنشاء الخالية من الأرقام كلها وصف لا يخدم المستمع الذي يريد أن يعرف الحقيقة ويقدر التطور الحاصل في ولاية نهر النيل. تذكرت الأستاذ/ عبد الرحيم حمدي الذي قال لي يوماً: مقال ليس فيه أرقام لا أقرأه أبداً. بالله أضف إليه تقرير أو رسالة ولاية ليس فيها أرقام لا أقف عندها. يا سادتي الإعلام المفيد لا يحتاج تطبيلاً وشحن انشاء. الإعلام المفيد هو الذي يذكر مصنع تمور بطاقة كذا طن، وهو يكفي لإنتاج الولاية من التمور أو الحاجة لمصنع أو مصانع أخرى قائمة. المساحة المزروعة هي كذا مقارنة بمساحة العام الماضي وهي تمثل زيادة مقدارها كذا؟ هنا يكون للتقرير فائدته ومعناه أما أن يشحن والمعتمد والوالي وجمهور كبير وإدخال عدد مقدر من الأسر في التأمين الصحي فهذا كلام لا يفيد المستمع. وأتمنى من الإذاعة أن لا تستنطق مراسليها على الهواء بل أن يسجل التقرير أو المراسلة. إن وجدت مفيدة بثت وإلا، يطلب من صاحب الرسالة أن يتعب في رسالته حتى تكون مفيدة. ما ناقصين أسماء سياسيين. توعية مرورية: التخطي في الطرق السريعة هو جزء من دقيقة إذا تمهلت نجوت ووفرت وقتك وحياة الآخرين. وإذا تهورت وتخطيت في اللحظة الخطأ معتمداً على سرعتك أو تريث القادم، قد تفقد حياتك وقد تفقد جزءاً من أطرافك وتدفع ثمن عجلتك لكسب دقيقة شهوراً على السرير الأبيض |
الاثنين، 14 نوفمبر 2016
نهر النيل وهُلاميَّة الإعلام
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق