الاثنين، 14 نوفمبر 2016

عودة الإمام الصادق

 01-11-2016
لا حديث للصحافة والمجالس السياسية هذه الأيام إلا عودة السيد الصادق المهدي. هذا بعد أن شغلونا قبل شهر تقريباً بعودة الميرغني التي كانت كلبن غلي وهبط ، بالمناسبة هل عاد السيد محمد عثمان الميرغني؟
السيد الصادق المهدي رجل محترم وابتلاه الله بأنه ولد في بيت سياسي وورث السياسة ورضعها لبناً. الإمام عمره الآن ثمانين سنة -أمد الله في أيامنا وأيامه في طاعة الله – لا أقول كان الرجل موفقاً كل هذا العمر ولكن العبرة بالخواتيم الرجل الآن يستحق الاحترام من باب أن قلبه على هذا البلد وهو الآن رجل سلم ويسعى جاهداً لتجنيب البلاد الحرب والدماء والدمار وهذه حكمة تحمد له وتنسينا جيش الأمة وجيش الجبهة الوطنية والغزو الليبي وكل محاولات الاستيلاء على السلطة أو ردها بالقوة.
الرجل الآن يتحدث عن الديمقراطية والاحتكام للديمقراطية وإذا ما اختبرنا هذه الديمقراطية نجدها مفقودة في حزب الأمة القومي تماماً والتوريث هو طابع الحزب المكتب القيادي للحزب يمكن أن يكمل النصاب إذا ما نودي لاجتماع داخل بيت الإمام الصادق. ولن يجد حتى الأقربون وأبناء العمومة مقعداً.( ربما يحتجني بعضهم بأسماء وضعت للزينة والرد على مثل هذا الهجوم).
المحير في سياستنا وسياسيينا أنهم يريدون ديمقراطية لم يسبقهم إليها أحد ديمقراطية حدها أن توصلهم إلى الكراسي وبس. ولكن قل لي بربك ( الذي لا يحتمل الديمقراطية في الحزب كيف يحتمل ديمقراطية في وطن)؟
سُجن السودان في أسماء وليس في منهج أو مناهج. أسماء لا تتنازل عن السلطة ولو كانت رئاسة حزب لأقرب الأقربين. وهل هناك أقرب من الولد؟ والسؤال ثم ماذا بعد احتكار السلطة ما هو الناتج لهذه الأمة التي نالت استقلالها (بالله لو كتبنا استغلالها مش أحسن). قبل أكثر من ستين سنة وهي إلى يوم الناس هذا بلا خطة ولا أهداف كل يعوس ما بقي جالساً ويبكي إذا ما أُبعد أو بعد.
أقدر جداً شوق السيد الصادق للعودة إلى بلده كمواطن أما كسياسي بقي له ما يلعبه أو يقوله فهذا عشم كثير وربما نصفه بصمام الأمان لمنع الاقتتال ولكن كسياسي متجرد فهذه فيها إن وأنصع دليل على ذلك تشظي حزب الأمة الى عدة أحزاب لا تشغلني كثيراً أسماؤها كل من لم يجد ضالته في الحزب الكبير وانسدت أمامه الفرص انشق وكون حزباً وهذه ليست آفة حزب الأمة فقط ولكن كل أحزابنا مصابة بهذا الفايروس. مما جعل أحزاب هذا الشعب الجائع فوق المائة حزب كل يطمع في السلطة من أجل أن يعيش ملكاً لا أن يغير واقعاً أو يملكك خطة إصلاح وبناء. ليس في القوم أردوغان ولا مهاتير.
عفواً سيد صادق لو قسونا عليك ولكن هذا ليس عمر عطاء سياسي ولكنه عمر العمل الطوعي والخيري. ألا ترى ماذا فعل كارتر بعد أن أنهى مدته السياسية؟
إلى متى هذا الشعب في انتظار عودة الميرغني والصادق ؟

ليست هناك تعليقات: