السبت، 5 نوفمبر 2016

استقالة الف معلم

 22-10-2016
في أخبار "الصيحة" بالأمس هذا الخبر القنبلة: (الحكومة لا تستطيع دعم التعليم.. استقالة ألف معلم
كشف رئيس نقابة المعلمين السودانيين، عباس محمد أحمد، عن استقالات جماعية دفع بها المعلمون بولايتي الخرطوم والجزيرة خلال العام الحالي والماضي بلغت ألف استقالة بالولايتين، وطالب آخر صندوق لدعم التعليم بالبلاد وفرض رسوم بقيمة واحد جنيه على كل عداد كهرباء بجميع الولايات، وخصم جنيه كذلك من الحسابات الجارية بالمصارف لدعم التعليم، وقال إن الدولة في الوضع الراهن لا تستطيع دعم العملية التعليمية بالمال).
ويمضي الخبر:
(وكشف عن وجود مدرسة بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بها (1600) تلميذ ومعلمان فقط من الحكومة، منوهاً إلى أنه بالرغم من الحديث عن تكدس المعلمين بالمدن لكن هنالك نقص كبير في المعلمين)!!.
تمنيت لو كنت هناك في مجلس الولايات أو البرلمان الذي أقام الورشة، لسألت عن عجز الدولة وعدم استطاعتها دعم التعليم الذي قال به البرلماني صاحب مقترح الصندوق، لو كنت هناك لقلت:
هل عجزت الدولة يوماً واحداً عن صرف مخصصات الدستوريين وامتيازاتهم؟
هل عجزت الدولة يوماً واحداً في تمويل مؤتمر؟ وبالمناسبة كم عقدت هذه الإنقاذ من مؤتمرات في ربع قرنها هذا وأين المخرجات؟
هل عجزت الدولة يوماً واحداً في تأثيث مكتب وزير جديد وقالت له: "بالله خلي القديم لا توجد ميزانية"؟
هل عجزت الدولة يوماً واحداً في تمويل سفرية وفد حكومي للخارج؟
هل عجزت الدولة يوماً واحداً في الصرف على قنصليات وسفارات السودان المنتشرة في كثير من أنحاء العالم في دول لا علاقة للسودان بها غير المجاملات والكلام الناعم؟ وبالعملة الصعبة؟.
هل عجزت الدولة يوماً واحداً في توفير السيارات الحكومية لوزارة جديدة أُنشئت لترضية جهة أو حركة؟
هل عجزت الدولة عن تمويل حزبها؟!.
نعود لاستقالة الألف معلم؟ أتمنى أن يكون هذا الرقم ذكر ضمن إحصاء دقيق يوضح العجز في عدد المعلمين في كل السودان (باعتبار كل الذين على رأس العمل هم معلمون متخصصون ومدربون) وأسباب سد النقص وكم عدد خريجي كليات التربية (المُؤهِلة وغير المُؤهِلة) الذين هم بلا عمل ويمارسون أعمالاً هامشية.
عندما ينزعج الناس من النفايات التي تسبب السرطان، وهو حق، لماذا لا ينفعلون من تدني التعليم الذي هو أفتك بالدول من السرطان، أثر هذا التدني في التعليم – الحكومي – مسؤولية كبيرة لا يُقدِّرها ضيِّقوا الأفق الذين يعملون برزق اليوم وبكرة الله كريم. واسالوا مهاتير محمد عن بناء الدول.
أتمنى ورشة ليست لطق الحنك والاستعراض ولكن لتضع توصيات مؤتمرات التعليم أمامها وتبحث كم نسبة التنفيذ (رغم تواضع التوصيات التي لا ترضي طموحاتنا). لماذا لم يذكر الخبر أسباب واحتمال تزايد استقالات المعلمين وخصوصاً في الجزيرة كم هي بدلاتهم المجمدة؟ كم هي معاشاتهم المجمدة؟ كم هي ترقياتهم المجمدة؟ متى تتم تسويتهم بمعلمي ولاية الخرطوم مثلاً؟!
طبعاً أنا مع قرار منعهم من التدريس في المدارس الخاصة أثناء اليوم الدراسي الحكومي قولاً واحداً مع الأخذ في الحسبان أن يُعطوا ما يكفيه

ليست هناك تعليقات: