الاثنين، 4 يونيو 2012

شرطة المرور (حلومر)

الثلاثاء, 22 أيار/مايو 2012  
مضى زمان كان فيه المساعد عبد السميع الشهير بـ «بريش» والذي كان يقف عند تقاطع شارع القصر مع شارع البلدية.. كان أشهر رجل مرور في العاصمة المثلثة وشهرته جاءت من حسن خلقه فكان رجلاً سمحاً يوزع ابتساماته لمن يعرف ولمن لا يعرف ويقوم بدوره خير قيام. ولقد كرَّمته جهات عديدة وعبد السميع اشتهر بأنه لم يُغرم مخالفاً قط بل كانت معاوله النصح في لطف إلى أن حبه الناس جميعاً.. لله درك يا عبد السميع أين أنت الآن وماذا فعلت بعد المعاش؟؟
في أيامنا هذه لا أحسب أن لعبد السميع مثيلاً في شرطة المرور من الشهرة وحسن التعامل مع الناس مثل العقيد عمر محمد أحمد الطيب فهو رجل النصح والإرشاد المروري في كل الأجهزة الإعلامية.. تجده في القنوات الفضائية والإذاعات مجيباً عن أسئلتها.. أما السائقون فأحبوه وأخص منهم نقابة اللواري وأمينها ود جادين الذي ذهب إلى دولة الجنوب ولسان حاله يقول «مسافر والفراق لحظاته صعبة أنا تب في السفر ما لي رغبة» فود جادين كان حلاّل كل مشكلاته في كل طرق السودان العقيد عمر.
العقيد عمر أيام الأعياد كتب هاتفه على كل البصات السفرية وفي عدة أماكن داخل البص وخارجه وبجنباته كلها وحتى يوم الناس هذا تلفون عمر لا تجده مغلقاً أبداً حلاّل كل مشكلات السائقين وكل مشكلات المرور.. اللهم اجعل أعمالنا وأعماله خالصة لوجهك الكريم.
ولكن إذا ما غادرنا محطة هذين الكريمين هل في أي دولة من دول العالم المتحضِّر توجد مشكلات مرور كما في بلادنا هذه التي جعلت من غرامات المرور مورداً مهمًا لتسيير وتحفيز العملية المرورية؟ ثم هل قانون المرور مطبق على الناس بالتساوي؟ ثم هل الواقفون على الطرق في الخرطوم مثل الواقفين في الطرق السريعة؟
لا يخامرني شك في أن شرطة المرور داخل العاصمة تقدم خدمة للمواطن جليلة جداً وهي تنظيم السير وإذا ما عاقبت وخالفت أي غرّمت المواطن ففئة غرامتها ثلاثون جنيهاً وخارج العاصمة أقل مخالفة خمسون جنيهاً يا للعدالة!!!
عدم العدالة ليس في تطبيق القانون على كل المواطنين فقط بل تعداه للجغرافيا لكل أناس غرامتهم وتزيد الغرامات كلّما ابتعدت عن العاصمة مستغلين جهل السائقين وقلة حيلتهم.. للغرامات خارج العاصمة طعم الحنظل وهي ناجزة متى ما قطع الشرطي الإيصال الملون فهو غير قابل للتراجع وما أسرع قطع الإيصال.. ولكن ينسى هؤلاء أن هؤلاء الضعاف الممتص عرقهم بهذه الطرق لهم أياد إذا رفعوها لله لها دعوة لا تخيب.
علمنا أخيراً أن من أسباب أزمة المواصلات للقاطنين على طريق الخرطوم مدني في نهاية اليوم أن كل حافلة صغيرة أو كبيرة خارجة من الخرطوم بعد المغرب عليها غرامة خمسين جنيهاً والشرطة صارت تنشط ليلاً نشاطاً منقطع النظير.. لذا أحجمت الحافلات عن العمل.
سمعت من والي الجزيرة في احتفال عام أنه كان يظن أن القطاع الخاص قام بحل مشكلة المواصلات ولكنه إذا ما عجز فسيحل المشكلة.. يا سيادة الوالي القطاع الخاص لم يعجز عن الحل ولكن شرطة المرور هي ما أقعدت القطاع الخاص.

ليست هناك تعليقات: