الاثنين، 4 يونيو 2012

اقتصاديات المغتربين

الخميس, 24 أيار/مايو 2012  
هذا العنوان رغم أنه هروب من «اقتصاديات الهجرة» لما لها من شمول وتدخلات وابعاد تشمل كثيرًا من الجوانب ويمكن أن يحاضر فيها عشرات من الباحثين إن لم يكن في الجامعات والمراكز كلها على الأقل مركز دراسات الهجرة التابع لجهاز المغتربين «طبعًا هذا ليس اسمه ولكن الأسماء الطويلة مثل الجماهيرية العربية الاشتراكية الليبية العظمى قد ملها القراء والسامعون» واسم جهاز المغتربين الرسمي هو «جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج التابع لرئاسة مجلس الوزراء».
وهذا الجهاز قام نَفَسَه أي أصابته قومة نفس ليحسن من سمعته لدى المغتربين ويمسح بعض الصور السالبة التي علقت به في ازمان مضت يوم كان المغترب هو البقرة الحلوب وذلك منذ مطلع الثمانينيات وأول سنة فرضت فيها ضريبة المغتربين، فيما اذكر، كانت سنة 1981 وكانت باهظة جداً وبإيصالات مضروبة ولم يصل كثير منها لخزينة الدولة. بعدها وبخطى كسولة عدلت الفئات والشرائح وبرمجت في اجهزة حاسوب ومن المغتربين من كان يدفعها بطيب خاطر ومنهم من لا يفعل «لا الفعل هنا لطيب الخاطر ام للدفع ربما معاً».
إلى أن الغيت الا لبعض المهن وبنسبة رمزية وحتى هذه يمكن ان تستغني عنها الدولة وتجمل صورتها في نظر المغتربين وقد تجني أضعافاً من الفوائد المادية والمعنوية إن هي بحثت عن البدائل وأشركت في ذلك علماء في كل المجالات. أما ان يترك الامر للذين لهم  نسبة في ما يجمعون فستظل الصورة مقلوبة وعلى فتح العليم الطاهر ان يعدلها.
كمغترب سابق مُخَزّن «لغة كمبيوتر save» في رأسي كثيرًا من التجارب الاقتصادية الفاشلة، إن لم تكن لي شخصيًا فلكثير من المغتربين وهي مما أفقدت السودان كثيرًا من الثروات التي كانت كفيلة بتغيير صورة الاغتراب والسودان. أكبر هم يحمله المغترب هو «المنزل» واصبح هماً لان أحدًا لم يتعب للتخطيط لهذه الشريحة التخطيط السليم وتُرك الامر للمعالجات الفردية واصبح الحل شبه وحيد كيف تمتلك ارضًا في الخرطوم وكيف تعمرها؟ مما جعل السودان الذي هو اوسع بلاد الله ارضًا جعله من اغلاها متراً.
كل هذا لا يمنع من تصحيح المسار الآن فالاغتراب لم ينتهِ وما احسبه سينتهي قريباً. فتجربة مثل سندس، الفكرة رائعة ويمكن ان تطبق في عشرات الولايات ولكن وآه من «لكن» رداءة التطبيق وضيق الافق والاستعجال وسوء الادارة اقعد الفكرة ونفّر الناس من كل عمل اقتصادي جماعي. طبعًا ليست سندس وحدها فهناك عشرات الاعمال الاقتصادية الجماعية الفاشلة شركة النيل الابيض القابضة والتي لا يعرف المساهمون من يسأل عنها، شركة التنمية الاسلامية واسهمها مثلاً ، أسهم البنوك: بنك فيصل مثالاً الذي ذابت اسهمه حتى وصل سعر السهم لكيس تسالي وغير هذه المساهمات كثير منها لم يجن منه المساهمون الا البغض لكل عمل اقتصادي جماعي وخصوصًا اذا ما انتهى بكلمة «اسلامي». الخسائر كانت كبيرة على التجربة الإسلامية وعلى المغترب.
ومن اساب الفشل ضعف العقود، وضعف الإدارات، وضعف المحاسبة، وضعف المراقبة والثقة الزائدة التي تصل الى مرحلة العبط أحياناً.
الحل: في مرة قادمة إذا أمد الله في العمر.
نداء ورجاء: شاب في ريعان شبابه يعول أسرة كبيرة فقد سمعه. علاجه سماعة أذن بمبلغ 600 دولار. منْ ينقذه ويفرج همه؟عنوانه وهاتفه واسمه معي.أحسنوا أحسن الله اليكم.

ليست هناك تعليقات: