الاثنين، 4 يونيو 2012

رحلته مع عمود الكهرباء

السبت, 26 أيار/مايو 2012  
أنقل إليكم اليوم معاناة مواطن يمر بها الآلاف كل يوم. وهي عجز إداري وتنسيقي لا مثيل له، ولو جلس بعض عارفي الإدارة بعضاً من نهار لوجدوا حلاً أفضل من هذه الدوامة المكررة التي لا يمكن تبريرها مهما قالوا اللهم إلا إذا استدلوا بأية «إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ»، وتطور الامداد الكهربائي يجب أن يرافقه تطور إداري يا أسامة.. انظر هذا يدفع أكثر من ثمانية ملايين جنيه وينتظر قرابة الشهرين لتكتمل العملية.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
الى رسالة عبد الله السماني في رحلته مع عمود الكهرباء.
ــ أولاً نسأل الله لك التوفيق، وأن يمن الله عليك بالصحة والعافية، ويفرج همك وأنت تحمل هموم البسطاء وتناصر الضعفاء، واعلم انهم يبادلونك حباً بحب، وقد وقفت على ذلك في قرى وفرقان مشروع الجزيرة، وأنا من أبناء الجزيرة وأنت تتناول قضاياهم وهمومهم.
ــ بدأت رحلة المعاناة مع عمود الكهرباء، يوم أن أكمل مكتب كهرباء كوبر الدراسة بغرض توصيل الكهرباء، وحدد أن الأمر يتطلب تركيب عمود كهرباء بغرض التوصيل. وتم تحديد التكلفة التي هي عبارة عن رسوم عمود وكبيل وطبلون وشبكة.
ــ حددت المطالبة المالية وتم تقسيطها لثلاث سنوات وسددت في يوم 1/3/2012م، ثم انتظرت 15يوماً وبعدها بدأت التردد على المكتب للاستفسار عن عدم التوصيل. وبدأت الرحلة المريرة.
ــ قالوا الملف أُرسل إلى المخزن لإدخاله في البرمجة واستلام المواد. وظل بالمخزن «15» يوماً.
ــ ثم قالوا الأمر بعد ذلك مع وحدة التنفيذ.
ــ ثم ذهبت إلى وحدة التنفيذ «للعلم التنفيذ يتم بواسطة شركة». وظللت أتردد لأكثر من «5» أيام، بعدها تم إرسال تيم لتركيب العمود وانتظرت بالموقع. وحضرت عربة «حفار» وبدأت الحفر لعمل حفرة للعمود من الساعة الواحدة والنصف حتى الساعة الخامسة مساءً، فقط عمل حفر. وسألت أين العمود؟ وكان ردهم نحن بنحفر فقط وفي جهة بتركب العمود.. وظللت في انتظار العمود «5» أيام أخرى، وقمنا بوضع علامات لتنبيه المارة حتى لا يضار أحد في عربته أو نفسه نتيجة لهذه الحفرة.
ــ بعد جهد تم تركيب العمود، وسألت: العمل لم يكتمل اين السلك؟ قالوا نحن مسؤولون عن العمود وهنالك جهة أخرى مسؤولة عن شد السلك، وبدأت رحلة أخرى استمرت «12» يوماً وبعدها تم شد السلك. وسألت أين الكيبل والطبلون؟ فكان ردهم دي مسؤولية جهة أخرى. وفعلاً في اليوم الثاني تم رمي الكيبل وتم تركيب الطبلون. وسألت أيضاً: لم يكتمل العمل؟ فقالوا هم فقط مسؤولون عن الكبل والطبلون، وهنالك جهة أخرى ستقوم بتركيب العداد. ومازلت حتى اليوم «أمس» 25/4/2012م في انتظار الجهة «الشركة» ضمن العديد الجهات أو الشركات التي تم تفريق دم الزبائن عليها، حتى أن صاحبي لما قصصت عليه هذه الرحلة رد ساخراً: «ما تحمد الله أنهم دفنوا الكيبل ما قالوا ليك فى جهة ثانية مسؤولة عن الدفن وخلوك حارس الكيبل يومين». وهذه الرحلة مهداة للسيد الوزير ليعلم حجم المعاناة من هذا التوزيع. كما يجب من باب العدل أن أشيد بحسن استقبال الإخوة الموظفين بالكهرباء «بحري»، فقد أسعفهم حسن الاستقبال عندما أعجزهم الفعل .

ليست هناك تعليقات: