الاثنين، 25 يونيو 2012

فال الله ولا فالك

الخميس, 21 حزيران/يونيو 2012  
قال محدثي: إن هذا العالم لا تحكمه أخلاق، فقط المصالح.
قلت: دلل على قولك.
قال: يُقتل آلاف السوريون يومياً والعالم يتفرج.
قلت:  يقول بعضهم إن المؤسسات الدولية كمجلس الأمن وغيره لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
قال: وكيف تدخل الناتو في أفغانستان وفي ليبيا. وأمريكا وصويحباتها «ساطت وجاطت» في العراق ومبررها كذبة اسمها أسلحة الدمار الشامل.
قلت: زد وسرقت من نفطه ما سرقت.
قال: الأمور المادية مقدور عليها ولكن قل لي لماذا لم تذكر كيف وقف العالم يتفرج على مذابح غزة تحت الآلة الإسرائلية المباركة من أمريكا؟
قلت: ما مناسبة كل هذا؟
قال: أخشى أن يتمدد الخلاف بين الحكومة السودانية وشعبها بسبب هذه الإجراءات الأخيرة والتي لو اتُّخذت من عدة أعوام لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
 قلت: ثم
قال: قد تستخدم الحكومة القوة في كبح المتظاهرين يومًا ويومين ولكن إذا ما زاد الأمر على ذلك فسيخترق الاحتجاج السلمي من جهات معروفة وقد تصيح بأعلى صوتها مستنجدةً بالقوى الخارجية وكل هَم المستنجدين إزالة النظام.
قلت: السوريون يستنجدون بالقوى الخارجية ولا مجيب.
قال: معهم روسيا والصين يرفضان التدخل ليس حبًا في حكومة سوريا ولكن حفاظً على مصالحهم.
قلت : أليس لحكومة السودان من يقف معها؟
قال: الإعلام الخارجي معظمه يشوه صورة الحكومة ويطعن في علاقتها بشعبها ويكتم أجندة أخرى يعرفها العالمون ببواطن الأمور.
قلت: زدني إيضاحاً
قال: يخطئ من يظن أن الحكومة بلا أخطاء ولكن سيندم من يفرط في أمن بلاده بحثًا عن بديل للحكومة القائمة بتدخل خارجي. العالم يتربص شراً بالوضع في السودان وأي انفراط في عقد الأمن سيجعل الفرحين بزواله يتمنون لو عاد.
وافترقنا.
يقول السياسيون إن ثورة أكتوبر حرّكتها الكنيسة لما بذلته حكومة عبود من تعريب وأسلمة في الجنوب. وثرنا وكنا أطفالاً، يومها، على عبود نطالب بالحرية. وبعد زمن طويل اكتشفنا أننا فرطنا في حكم كان نزيهاً وجعل التنمية شعاره ومازلنا نبكي عليه. وجاءت الأحزاب التي لا تعرف إلا نفسها وليس لها في العدالة ولا التنمية نصيب.
وجاءت مايو وتفنن النميري في قيادتها في كل الاتجاهات وله ما له وعليه ما عليه. وثار الشعب بعد أن وصل حكم نميري لحالة الرخاوة والاستسلام للخارج. وجاءت الأحزاب التي لا تستفيد من الدروس والتجارب. وانقلب عليها الإنقاذيون ووعدونا بجنة الله في الأرض وساروا بالركب سنين عددًا في تنمية وحروب. وما إن تفجر النفط حتى جرى الكثيرون للمغانم الخاصة وانفصل كثيرون في دعة ورفاهية متناسين شعبهم الذي منه أتوا وما تناهوا عن منكر ولم يحاسب أحدٌ أحدًا.
اصلاح هذا يحتاج علاجاً مُراً.. الناس بين الصبر عليه والفكاك من الذي كان السبب.. لكن ظروف العالم الآن لا تعرف إلا المصالح ولا قيمة للشعوب عندها. وإذا ما انفرط الأمن وتدخل الخارج قد يتمنى الإنسان نومة آمنة تحت شجرة بعد مسير طويل.   
أعد قراءة العنوان أعلاه

ليست هناك تعليقات: