الاثنين، 4 يونيو 2012

الثروة الضائعة

الأربعاء, 23 أيار/مايو 2012  
أكرر الثروة وغير مسموح بتبديل أو تغيير أي حرف أو زحزحته من مكانه.
تتصادم سيارة أمجاد وركشة في الخرطوم يسمى هذا حدثاً وتتسابق الصحف على نشره.
أي سياسي يخترف بأي كلام يصبح خبراً في الخرطوم تتناقله الصحف ويشغل المجالس.
يُعوَّم الجنيه ويقول العارفون بالاقتصادية لا استقرار الا بزيادة الإنتاج.
انتاج ماذا، التجارب الفاشلة؟
من يظن أن السودان هو الخرطوم واهم رغم أنها تستهلك كل الموزانة وترمي بالفتات للأقاليم واصبحت مستودعاً او مخبأً لكل الفاقد السياسي.
ما أجبرني على هذه العبارات اعلاه ولا أقول المقدمة أنني ارثي لكم الطريقة التي يدار بها الاقتصاد القومي الكلي ولكني اليوم أمام نقطة واحدة وجوهرية واجبرني على طرقها ما رأيته بأم عيني وهو حديث كل الواطين على جمر الزراعة وخصوصًا في مشروع الجزيرة.
كم مرة سمعتم المسؤولين يقولون إن مكان القطن صار شاغراً في الصادرات ومنذ زمن؟ كم مرة سمعتم ان نقص زيوت الطعام كان من اسبابه خروج القطن من الزراعة وكان يرفد السوق بكمية كبيرة من احتياجاته من زيت الطعام وأعلاف الماشية.
لن «اشمشر» واعود للسبب والمتسبب وكيف كان يدار القطن وكيف ارتفعت تكلفته وصار غير مجد للمزارع وانخفضت المساحة المزروعة من «400» ألف فدان الى «29» الف فدان وكررنا ذلك كثيراً.
اليوم القطن «مكتول محاص» ويبدو ان هذه آخر سنة يزرع فيها مزارع الجزيرة القطن. إدارة المشروع ليس لها علاقة بالقطن اللهم الا تحصيل رسوم الخدمات والري التي قدمتها للقطن. شركة الاقطان التي منّت المزارعين الأماني وعقدها الذي قلنا فيه ما قلنا وكل تلك السلبيات وبعد ذلك سخر الله لها من المغفلين من زرع القطن ممنيًا النفس بمال وفير وسعر يفوق الألف جنيه للقنطار. وحاولت الشركة ان تفي بما وعدت به ولكنها وقفت في منتصف الطريق لم تصرف سلفيات اللقيط ولم تسلم الناس سعر قطنهم على تواضعه الى يوم الناس هذا السعر المعروض «550» جنيهًا نصف الحلم.
وكل هذا مؤلم ولكن المؤلم أكثر أن آلاف الجوالات إن لم نقل مئات الآلاف من جوالات القطن مازالت في العراء لم ترحل للمحالج. والمزارع المسكين منذ أن يستلم إيصال الاستلام يكون القطن قد خرج من ذمته والباقي هو دور آخرين.
هذا القطن الذي في العراء حتى الآن، فقد الكثير من مواصفاته التي تميزه، من رطوبة جراء الشمس المحرقة وتعرض للأتربة وستكون الكارثة كبيرة إذا «صبت» عليه مطرة.
بالله ما الخبر إن لم يكن عدم ترحيل القطن للمحالج حتى الآن هو الخبر.
شركة الأقطان يبدو انها في وادٍ والواقع في وادٍ آخر. المزارعون انتهى دورهم بتسليم القطن للمحطات، اين المرحلون؟ وأين الواقفون على ذلك؟ لا اريد ان اتهم جهات ولا اصفها بأنها أصابها الغثيان مما وجدت عليه الشركة. فلتكن هذه سنة القطن الأخيرة ولكن أدركوا هذه الثروة القومية.
أكرموا وداعه.

ليست هناك تعليقات: