الاثنين، 21 مايو 2012

أسامة أمسك ايدك

إذا ما قلت أسامة هكذا بلا زيادة تعريف هل ينصرف ذهن لغير أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود؟ نعم أعني أسامة عبد الله الوزير المشهور جداً.. أسامة لا يكتفي بتوثيق إنجازاته على الورق ولا على الوسائط الحديثة ولا ينام له جفن حتى يرى أكبر قدر من الناس إنجازاته رأي العين.. وسد مروي هذا الصرح الكبير رافقته حملة إعلامية أكثر من ضخمة، في كل مراحله كانت الطائرات والبصات في رحلة ماكوكية من الخرطوم إلى مروي إلى أن تكاد تقسم أن كل سوداني رأي بعينه سد مروي، ناهيك عن يوم الافتتاح الذي غادرت فيه مطار الخرطوم عشرات الطائرات لتشارك في الافتتاح والبصات المشاركة لا يعلم عددها إلا الله.
قبلنا ذلك على مضض وقلنا فليكن الإنجاز ضخمًا ويستحق.
الآن بدأت وزارة الكهرباء ممثلة في شركاتها والتي على رأسها الوزير أسامة عبد الله في تحسين المحطات القديمة بأخرى حديثة وذات طاقات أكبر تكفي الناس شر الانقطاع وتوسعة في السعات حتى يكون للكهرباء فائدة في كل المجالات والقطاعات السكنية والزراعية والصناعية ولعمري هذا شيء رائع وموفق وذقنا طعمه استقرارًا في الكهرباء.. «نترك حكاية التعريفة الآن».
في الأسبوع الماضي وتحديدًا يوم الثلاثاء 15/3/2012م كان افتتاح محطتي كاب الجداد وألْتي «وهذه التي تخصنا مباشرة وتتغذى منها قريتنا» بولاية الجزيرة.. وُجهت لنا دعوة حضور الافتتاح وهنا تسقط القناعات الخاصة إذ الأمر لا يؤخذ بالمنطق ولا بالعقل ولكن حسابات أخرى تتدخل لتجبرك لتحضر مثل الاحتفالات.
انتظرت «الهيلمانة» في ألتي مقر الاحتفال كان كبيراً جدًا وصُرفت عليه ملايين مملينة حتى الصيوان المكيف والكراسي الفاخرة جاءت من الخرطوم وصرف سمعنا أنه تجاوز المائة مليون ليوم الافتتاح فقط.. بالإضافة إلى المغنيين وأجهزتهم.. صراحة لم أذهب لمكان الضيافة ولم أرَ الصرف على البطون كيف كان.
لن أقف طويلاً عند الوقت المهدر للسياسيين من والٍ ووزراء ومعتمد وموظفين فهؤلاء يصعب أن يكفوا عن هذه العادة فقد أدمنوها، ولكن كم جلس الفراجة من ساعات في انتظار «الهيلمانة» وماذا كانت النتيجة؟ يوم مهدر والمحطة كانت تعمل قبل الافتتاح وما الافتتاح إلا «تمومة جرتق».. صراحة أرى أن الاحتفال شوّه الإنجاز وكان خصمًا عليه وليس إضافة.. كم محطة ستدخل الشبكة وكم محطة ستزاد سعتها أفي كل محطة يقام مثل هذا الاحتفال؟ ووزارة المالية تطالب بالتقشف؟
نعم بين يدي وزارة الكهرباء مال مهول جراء هذه التعرفة الغالية والمحصلة مقدماً وبأحدث طريقة «أثنينا على طريقة التحصيل مرات عديدة، الطريقة وليس السعر» هل يعني أن مليارات الكهرباء بيد أسامة يفعل فيها ما يشاء؟؟
أتمنى أن يقف هذا النهج وكلنا يعرف أن هذه الأبراج القادمة من خزان سنار أُنشئت أيام حكومة عبود والقادمة من الروصيرص أُنشئت أيام حكومة نميري.
أسامة لن نقبل منك بعد اليوم إلا افتتاح محطة بالطاقة النووية فأنت أكبر من هذه المحطات الصغيرة.

ليست هناك تعليقات: