إذا قرأت إعلاناً يقول «ليلة الأغنية
الحماسية والتراث يقدمها الدكتور عبد الكريم الكابلي بالنادي العائلي
برعاية «زين» مساء الاثنين 7/5/2012» ماذا أنت فاعل؟ أول خاطر يخطر على
بالك ان «زين» ترعى الابداع. ألم ترع جائزة الطيب صالح؟ إذاً «زين» لها
محمدتان قوة الشبكة ورعاية الإبداع.
أما انا فانتظرت تلك الليلة بشوق ولهفة احسب الساعات والدقائق كشاب ينتظر محبوبته. اسرجت مهري ويممت شطر الخرطوم على طريق الخرطوم مدني قاطعًا مسافة تزيد على الستين كيلومترًا وفي النفس شوق لسماع الاستاذ عبد الكريم الكابلي إن غناءً او حديثًا بذاك الصوت الحبيب الى النفس مع ما ينشره من علم وعاؤه سلامة اللغة. لا أكتمك سراً كنت اقول في نفسي أنت ذاهب لتسمع الغناء بعد هذا العمر قلت لها ولكنه الكابلي. أما هذه فالحمد لله فقد زالت بعد ان امتلأت القاعة بعشرات بل مئات من كبار السن حتى صرت بينهم رغم بياض شعر رأسي كصبي، نترك قائمة اسماء الحضور قليلاً.
تقدم العزيز الكابلي لموقعه أمام الجمهور بخطى بطيئة وتعاونه على المشي عصا يتوكأ عليها ولا يهش بها على غنم، وما ان تبسم وحيّا الحضور وسلم بصوته الجميل انشرحت الصدور ان الرجل بخير والحمد لله عدة الشغل سليمة مئة بالمئة والعقل يزيده الزمان رجاحة وألقاً أمد الله في أيامه. تحدث كعادته عن البحر الذي نفى انه قد وصل لساحله بل أقر بأنه ضرب من المستحيل الإلمام بكل التراث. وغنى وغنى وأطرب وطربنا معه وبدأنا بـ «آسيا وافريقيا» وقدم لها مقدمة جميلة غير أن شاعرها قلل منها مرة وقال ذاك من شعر الشباب وفيه من قلة التجربة الكثير او قال حديثاً معناه انه ليس فخورًا بها ولكن نقول له أي من شعرك الذي تعتز به خلد مثل خلودها وذاك بفضل ابداع الكابلي وتغنيه بها وإلا لكانت صفحة في كراسة منسية. ومثل هذا القول قال به المرحوم الهادي آدم ان له شعرًا كثيرًا أجمل من «أغداً ألقاك» وكان الرد أن غناء أم كلثوم لها جعلها شيئاً آخر.
نعود لبهجة تلك الليلة طرب كثيرون طربًا ظاهرًا عبّروا عنه، بعضهم عبّروا بكل أجسادهم وبعضهم ببعضها ولكن حضور الإمام الصادق المهدي لتلك الليلة اضفى عليها طعماً خاصاً وحضرت شخصيات من «كبار» المدينة وصار عمرنا مقبولاً جداً غير أني افتقدت الشباب ولا أذيع سراً إن قلت دعوت ابني ليحضرها ولم يفعل يبدو ان الكابلي خُلق لجيلنا ومن هم أكبر منا ولنجباء وذواقة الشباب وما أقلهم في هذا الزمان طبعًا بمقاييسنا وليس بمقاييسهم. استمتعت بمجاورة مولانا محمد احمد سالم وقفشاته وأخ آخر من شرقنا الحبيب اسمه همد غير أن فكرة أن يعطى المايكرفون لمتحدثين في حضرة الكابلي لم تكن موفقة.
ختم شندي:
كتبنا في الأسبوع الماضي رسالة طالب كلية العلوم بجامعة شندي وأن استخراج شهادته تأخر بسبب عدم الختم. اتصل علينا عميد الكلية مشكوراً مفنداً كلام الطالب الخريج واقسم ان عندهم ستة أختام وليس واحدًا وان شهادة الطالب كانت جاهزة ولم يحضر لاستلامها.. وقال ان سمعة الكلية تضررت كثيرًا من هذا الحديث ناقص الأدلة. وها نحن نعتذر لما أصاب المرفق التعليمي من جراح ولكننا أيضًا نقسم بأن القضاء من أصعب المهن.
أما انا فانتظرت تلك الليلة بشوق ولهفة احسب الساعات والدقائق كشاب ينتظر محبوبته. اسرجت مهري ويممت شطر الخرطوم على طريق الخرطوم مدني قاطعًا مسافة تزيد على الستين كيلومترًا وفي النفس شوق لسماع الاستاذ عبد الكريم الكابلي إن غناءً او حديثًا بذاك الصوت الحبيب الى النفس مع ما ينشره من علم وعاؤه سلامة اللغة. لا أكتمك سراً كنت اقول في نفسي أنت ذاهب لتسمع الغناء بعد هذا العمر قلت لها ولكنه الكابلي. أما هذه فالحمد لله فقد زالت بعد ان امتلأت القاعة بعشرات بل مئات من كبار السن حتى صرت بينهم رغم بياض شعر رأسي كصبي، نترك قائمة اسماء الحضور قليلاً.
تقدم العزيز الكابلي لموقعه أمام الجمهور بخطى بطيئة وتعاونه على المشي عصا يتوكأ عليها ولا يهش بها على غنم، وما ان تبسم وحيّا الحضور وسلم بصوته الجميل انشرحت الصدور ان الرجل بخير والحمد لله عدة الشغل سليمة مئة بالمئة والعقل يزيده الزمان رجاحة وألقاً أمد الله في أيامه. تحدث كعادته عن البحر الذي نفى انه قد وصل لساحله بل أقر بأنه ضرب من المستحيل الإلمام بكل التراث. وغنى وغنى وأطرب وطربنا معه وبدأنا بـ «آسيا وافريقيا» وقدم لها مقدمة جميلة غير أن شاعرها قلل منها مرة وقال ذاك من شعر الشباب وفيه من قلة التجربة الكثير او قال حديثاً معناه انه ليس فخورًا بها ولكن نقول له أي من شعرك الذي تعتز به خلد مثل خلودها وذاك بفضل ابداع الكابلي وتغنيه بها وإلا لكانت صفحة في كراسة منسية. ومثل هذا القول قال به المرحوم الهادي آدم ان له شعرًا كثيرًا أجمل من «أغداً ألقاك» وكان الرد أن غناء أم كلثوم لها جعلها شيئاً آخر.
نعود لبهجة تلك الليلة طرب كثيرون طربًا ظاهرًا عبّروا عنه، بعضهم عبّروا بكل أجسادهم وبعضهم ببعضها ولكن حضور الإمام الصادق المهدي لتلك الليلة اضفى عليها طعماً خاصاً وحضرت شخصيات من «كبار» المدينة وصار عمرنا مقبولاً جداً غير أني افتقدت الشباب ولا أذيع سراً إن قلت دعوت ابني ليحضرها ولم يفعل يبدو ان الكابلي خُلق لجيلنا ومن هم أكبر منا ولنجباء وذواقة الشباب وما أقلهم في هذا الزمان طبعًا بمقاييسنا وليس بمقاييسهم. استمتعت بمجاورة مولانا محمد احمد سالم وقفشاته وأخ آخر من شرقنا الحبيب اسمه همد غير أن فكرة أن يعطى المايكرفون لمتحدثين في حضرة الكابلي لم تكن موفقة.
ختم شندي:
كتبنا في الأسبوع الماضي رسالة طالب كلية العلوم بجامعة شندي وأن استخراج شهادته تأخر بسبب عدم الختم. اتصل علينا عميد الكلية مشكوراً مفنداً كلام الطالب الخريج واقسم ان عندهم ستة أختام وليس واحدًا وان شهادة الطالب كانت جاهزة ولم يحضر لاستلامها.. وقال ان سمعة الكلية تضررت كثيرًا من هذا الحديث ناقص الأدلة. وها نحن نعتذر لما أصاب المرفق التعليمي من جراح ولكننا أيضًا نقسم بأن القضاء من أصعب المهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق