نهنئ أنفسنا والشعب السوداني بعودة هجليج. والتحية للقوات المسلحة
والمجاهدين وكل حاملي السلاح. والحمد لله رب العالمين، فهذه هي الدبلوماسية
التي يفهمها العالم اليوم، وكل ما خلافها خداع.
كتبنا هذا المقال قبل إعلان تحرير هجليج بساعات، وفرحة هجليج خففت علينا حزننا عليهما.
في يومين متتالين رحل عن دنيانا رجلان من خيرة رجال قريتنا اللعوتة، والخيرية هنا من نوع آخر، فقد شيعت القرية في تلك الليلة ليلة 19 من أبريل 2012م سليمان محمد زين، وما ذكر سليمان إلا وذكر الناس مروءته العالية وحفظ اللسان. وما سكن سليمان في بيت عزابة في أي من مراحل عمره الا وكان خادمهم سليمان. وفي ما خلد من ذكر كان آخر من ينام وأول من يصحو، فيقوم على كل شؤون بيت العزابة، ولا ينافسه ولا يستطيع منافسته أحد وفي صمت رهيب. ولم ينقض نهار الخميس حتى ودعت القرية رجلاً لا يقل عنه نبلاً، ذلكم هو بابكر الصديق. ورحيل بابكر كان فجأة وبلا مقدمات مرض. أول ما خطر لي عندما سمعت بنبأ وفاة بابكر الصديق قلت في نفسي كأن للموت قائمة بمواصفات الرجال، فكلا الرجلين من الذين لا يخرجون كلمة خطأ أبداً، وما سمع الناس منهم إلا كل خير أو الصمت والابتسامة الدائمة.
إذا قلت إن فلاناً لا يعتذر قد تقول هذا رجل لئيم فالاعتذار من شيم الرجال الكرام، ولكن فقيدينا لا يعتذران وذلك لأنهما لا يخطئان أبداً، ويمكن أن تقول ما قالا «معليش» قط وليست في قاموسيهما.
وأن تكون شهادة كل الناس وبلا استثناء واتفاقهم على نبل وشهامة وحفظ اللسان لهذين الفقيدين، فذلك أمر غير عادي فقد شهد لهم الجميع، وما أغنى الله عزَّ وجلَّ عن شهادة خلقه في مخلوقاته، ولكن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وجبت وأنتم شهداء الله في
أرضه» هو ما جعل الجميع يشهد لهم بكل أمر طيب، وفوق ذلك كله أنهما كانا يجيدان الصمت والابتسام والمروءة العالية.
عزاؤنا أن أهلنا يقولون «الوِلِد ما مات» فكلا الرجلين خلف عدداً من الأبناء نسأل الله أن يحفظهم وأن يرثوا منهما هذه الصفات الحميدة النادرة، فهي أعظم ورثة ولا تحتاج لمفتٍ ولا لقاضٍ لتقسيمها بينهم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». يا رب إن سليمان وبابكر نشهد أنهما حفظا ما بين لحييهما حفظا نسأل الله أن يرزقنا إياه والكل يغبطهم عليه.
أريد أن أبالغ وأقول إن عدد الكلمات التي تحدث بها هذان الرجلان في عمرهما كله يمكن لآخر أن يصرفها في يوم أو يومين.. قُل أسبوع. فما أنبلكما.. اللهم ارحمهما رحمة واسعة وبارك في ذريتهما يا رب.
كلما كثر الكلام كثر الخطأ.
كتبنا هذا المقال قبل إعلان تحرير هجليج بساعات، وفرحة هجليج خففت علينا حزننا عليهما.
في يومين متتالين رحل عن دنيانا رجلان من خيرة رجال قريتنا اللعوتة، والخيرية هنا من نوع آخر، فقد شيعت القرية في تلك الليلة ليلة 19 من أبريل 2012م سليمان محمد زين، وما ذكر سليمان إلا وذكر الناس مروءته العالية وحفظ اللسان. وما سكن سليمان في بيت عزابة في أي من مراحل عمره الا وكان خادمهم سليمان. وفي ما خلد من ذكر كان آخر من ينام وأول من يصحو، فيقوم على كل شؤون بيت العزابة، ولا ينافسه ولا يستطيع منافسته أحد وفي صمت رهيب. ولم ينقض نهار الخميس حتى ودعت القرية رجلاً لا يقل عنه نبلاً، ذلكم هو بابكر الصديق. ورحيل بابكر كان فجأة وبلا مقدمات مرض. أول ما خطر لي عندما سمعت بنبأ وفاة بابكر الصديق قلت في نفسي كأن للموت قائمة بمواصفات الرجال، فكلا الرجلين من الذين لا يخرجون كلمة خطأ أبداً، وما سمع الناس منهم إلا كل خير أو الصمت والابتسامة الدائمة.
إذا قلت إن فلاناً لا يعتذر قد تقول هذا رجل لئيم فالاعتذار من شيم الرجال الكرام، ولكن فقيدينا لا يعتذران وذلك لأنهما لا يخطئان أبداً، ويمكن أن تقول ما قالا «معليش» قط وليست في قاموسيهما.
وأن تكون شهادة كل الناس وبلا استثناء واتفاقهم على نبل وشهامة وحفظ اللسان لهذين الفقيدين، فذلك أمر غير عادي فقد شهد لهم الجميع، وما أغنى الله عزَّ وجلَّ عن شهادة خلقه في مخلوقاته، ولكن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وجبت وأنتم شهداء الله في
أرضه» هو ما جعل الجميع يشهد لهم بكل أمر طيب، وفوق ذلك كله أنهما كانا يجيدان الصمت والابتسام والمروءة العالية.
عزاؤنا أن أهلنا يقولون «الوِلِد ما مات» فكلا الرجلين خلف عدداً من الأبناء نسأل الله أن يحفظهم وأن يرثوا منهما هذه الصفات الحميدة النادرة، فهي أعظم ورثة ولا تحتاج لمفتٍ ولا لقاضٍ لتقسيمها بينهم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». يا رب إن سليمان وبابكر نشهد أنهما حفظا ما بين لحييهما حفظا نسأل الله أن يرزقنا إياه والكل يغبطهم عليه.
أريد أن أبالغ وأقول إن عدد الكلمات التي تحدث بها هذان الرجلان في عمرهما كله يمكن لآخر أن يصرفها في يوم أو يومين.. قُل أسبوع. فما أنبلكما.. اللهم ارحمهما رحمة واسعة وبارك في ذريتهما يا رب.
كلما كثر الكلام كثر الخطأ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق