الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

على جدار الواتساب


على جدار الواتساب

         مؤلم جداً قتل النفس البشرية والحق عز وجل يقول (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ﴿٣٢﴾   سورة المائدة
        إذا كان قتل نفس واحدة كأنما قتل الناس جميعاً ترى كم هم الناس؟ الاحياء الآن وهم 7 مليارات أم منذ ان خلق الله الخليقة؟ كيف بمن قتل في هذه الأيام فقط خمسة وعشرين نفسا وفي رواية اربعين. من القاتل الحقيقي؟ الذي نفذ القتل أم الذي أمره؟ أم الذي دربه وشحنه شحناً بما يحقق أهدافه؟ من يجيب على هذه الأسئلة؟ لا نريد متطوعين هناك مؤسسات في الدولة عليها واجب الإجابة والعمل على قبض الجاني ومعاقبته ولن يعجزها ذلك. ولا يقبل تسجيل البلاغات ضد مجهول.
     على صعيد أخر عَدَدتُ مجموعات الواتساب التي على جهازي وجدتها 28 مجموعة او قروب ( بالمناسبة كلمة قروب وقروبات صارت كأنها عربية) طبعا من المستحيل متابعة كل هذا العدد من القروبات. أحرص على بعضها المهني منها على وجه الخصوص الإعلامي والتربوي والزراعي.
     في الأسابيع الأخيرة احتد النقاش في كثير منها من جماعة (تسقط بس) وجماعة (تقعد بس) وفي معظمها تخندق سياسي لا يقبل الرأي الآخر مما ينبي بمستقبل سياسي غير مبشر بخير هل تصدقون ان هؤلاء الحزبيون يتناقشون بنفس أسلوبهم الذي كان في الجامعة قبل اربعين سنة أي لم تغير الحياة فيهم كثيرا (وهذا من عيوب الحزبية والصوفية فكلاهما يسلب الشخص حرية التفكير ويطلبان منه تفكير القطيع).
ما سُمع من الفاتح عز الدين وعلي محمود حسنين بان توعد كل منهم جز رؤوس خصومه الا يستحق وقفة كبيرة؟ وكلاهما حزبي وهنا لنسأل هل هذا رأي الحزب ام راي فرد يجب ان يحاسب عليه قائله ببلاغ جنائي صريح في سوح العدالة وليس في أروقة الحزب.( هذا ان كانت هناك محاسبة أصلاً).
     في بعض القروبات كانت المحصلة تشظى القروبات وغادر من غادر وكون المغادرون قروبا يسمعون فيه ما يسرهم ويقررون فيه ما يريدون بعيداً عن خصومهم. اذا لم يحتمل زملاء الدراسة او أبناء المنطقة الواحدة بعضهم البعض في قروبات واتساب كيف سيكون الحال اذا ما فلت الأمر واصبح السلاح المستعمل ليس الكلمة وانما النار؟
    والذين يتحدثون عن الديمقراطية بدأ لي ان كلمة ديمقراطية كلمة مائعة وفي كل زمان لها معنى يختلف والكل يريد ديمقراطية له وحده ويحجرها على خصومه ديمقراطية تحقق أهدافه ومراميه الشخصية وتوصله للكرسي.(بالله الكرسي التقول كرسي في الجنة بالله هل يقبل عاقل الجلوس على كرسي ليحكم الجوعى والمرضى أنسي هؤلاء حساب الله أما قرأوا سيرة عمر بن الخطاب ولا سمعوا بسيرة عمر اين عبد العزيز) والذين يخشون حساب خصومهم كيف هم فاعلون مع حساب الله؟ 
عدم ممارسة الديمقراطية داء قديم فشلت فيه النخب السودانية وخصوصا الاحزاب العقائدية ومازال الحبل على الجرار.
21/1/2019 السوداني



ليست هناك تعليقات: