الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

الفاسدون بالحلال


الفاسدون  بالحلال
                                      
         هل تذكرون عبارة (السكران بالحلال) والتي شرحوها لنا بأنه يمكن ان يسكر الانسان بالروب الحامض اذا أكثر منه ( لم يقبل ذلك عقلي لا يوم كنت تلميذاً صغيرا ولا الآن وانا فوق الستين) فلم ار طيلة حياتي من سكر بالروب الحامض.
   قال احدهم كنا في مهمة مراجعة طلبية حكومية في دولة خارجية ونحن وفد من عدة جهات حكومبة بمعاينة الطلبية والتاكد من سلامة المواصفات وكانت جيدة وعلينا ان نوقع بالموافقة رفض احد المناديب التوقيع ولما اصر عليه لماذا لاتوقع؟ كان رده : يا اخي ما بنوقع من اول سفرية عايزين لينا فيها سفرتين تلاتة.
 المثال الثاني اراد وفد ليسافر الى دولة اسيوية بعيدة للتاكد من سلامة الطلبية قال لهم احدهم لا داعي لهذه السفر هناك جهة عالمية  SRS  تقوم بهذا الدور مقابل 100 دولار فقط رفضوا المقترح واصروا على السفر وجاءت الطلبية غير مطابقة وكلفو الدولة 35 الف دولار.
هذه الأمثلة قطعا كثيرون يملكون معلومات عن السفر بلا سبب وهو أفة من أفات الاقتصاد السوداني حيث وضع الاولون الذين بيدهم القلم ان السفر مشقة وتعب ويجب ان يتقاضى المسافر لمهمة حكومية نثريات دولارية يومية مقابل هذا الشقاء من أجل الوطن ، ولم يجرؤ موظف او سياسي لنقده لأنه مستفيد منه لا محالة.
لكنه في زماننا هذا اصبح مبالغة يقال انه في يوم من اجتماعات مجالس الوزراء كان هناك 24 وزير خارج السودان (ابو الزفت لكن برضو النصاب مكتمل المجلس عريض) طبعاً كل وزير سيكون معه مدير مكتبه وسكرتيرته وربما وكيل الوزارة وقطعا الحاجة معقول وزير يسافر اعزب.
الغريب أن الولاة صاروا يسافرون لتوقيع العقودات والتباحث مع الدول نسأل ما دور وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية والملحقين التجاريين والملحقين الثقافيين والعسكريين الا يمثلون هؤلاء الدولة وهذا شغلهم لما التباكي وراء السفر من أجل النثريات الدولارية والضيافة على السفارات طيب لماذا يعطى الموظف الحكومي نثرية؟ وتستقبله سيارة السفارة وتستضيفه السفارة وتصرف عليه السفارة.
كل هذا كوم وسفر السياسيين الكبار دا برضو فيه نثريات؟ الناس الكل يوم في بلد ديل بياخدو نثريات بالقانون (ولالا بغرفوا ساااي).
لا بد من ضابط لهذا السفر بلا غرض ويمكن تفعيل الجهات التي من واجبها القيام به سفارات ومؤسسات عالمية.
ويبدأ السكر بالحلال من صالة كبار الزوار صالة كومون وهذه الصالة تحتاج مراجعة عاجلة ولابد من تحديد من هي الشخصية المهمة القادمة او الرائحة التي يجب ان تصرف عليها الدولة الواقع الآن أي شخص يمكن ان يعرف نفسه بانه شخصية هامة ويتجه لصالة VIP  بالله ماذا لو طورت الصالة العامة قليلا واصبحت للجميع لماذا التمييز بين عباد الله كلهم أولاد تسعة شهور.
لابد من جهة يكون بيدها من يسافر؟ ولماذا؟ ويكون كل مسافر من المال العام مرصود ولا يسافر الا بإذن من رئيسه الأعلى ،
(والراجل داك يستأذن من منو؟)
17/11/2018 م
  

ليست هناك تعليقات: