الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

المضيقون وقت الضيق


المضيقون  وقت  الضيق
                                      
         من موظفي الحكومة من يقوم بواجبه وزيادة، خاصة اذا كان هذا الواجب مباشر ومن جيب المواطن وكأن البلاد  لا تشكو من أي ضيق اقتصادي ولا توجد صفوف للبنزين والجازولين والخبز والغاز. وكأن الرواتب كما في السبعينات تقضي كل حاجيات الأسرة ويبحبح رب  الاسرة بالباقي كل خميس.
وعلى ذكر الرواتب يحيرني الفرق الكبير بين الحد الأدنى للاجور الذي هو عند الحكومة 425 جنيهاً (يعني شوال ونصف بصل) وعند نقابة العمال 8500 ج (طبعا على الورق) من يردم هذه الهوة بين الطرفين.
تخيل مع غلاء الأسعار وتذبذبها (وانسهاك الجنيه) كنت اسمع العجائز يقلن مسهوك معاك مما تعني بلغة اليوم طناش. الجنيه المسهوك هو العملة المعدنية التي مسح كثرة التداول الكتابة التي عليها ولكن جنيه اليوم مسهوك القيمة.
انا لا أعيب على الطبقة الفوق التي لا تدري عن واقع الناس وما أصابهم من فقر فهؤلاء لا ينقصهم شيء( إلا ما يمنعهم الموت فلا همّ لهم الا الموت ولو وجدوا ما يبقيهم الى الأبد لاكتملت لهم النعم حسب ظنهم طبعاً) هؤلاء لم يروا عذاب الناس في المواصلات ولا سمعوا بسعر البصل في هذه الايام فلا تتوقع منهم ان يشعروا بين الصراع الدائر بين بعض الجهات الحكومية والمواطنين الغلابة.
الأمثلة كثيرة ولكن دعونا نأخذ مثالا أو مثالين.  درجت شرطة محليات ولاية الجزيرة أن تتصيد الناس ايام الأسواق ( واسواق الجزيرة اغلبها يومان في الاسبوع) وتحبس لهم الطريق سأئلة المواصلات المتواضعة من بكاسي واتوزات ما لا تسأل عنه فارهات المدن كل صغيرة وكبيرة ( لا يذهب ذهنك الى اي هدف أخر ، سلامة المواطن هي هدفهم الوحيد) وعندما تقف الشرطة في مداخل الأسواق تنخفض الحركة الشرائية لأقل من الثلث في الأسواق .
الغريب انه لما كثرت الشكوى من شرطة المرور أيام مديرها العام اللواء خالد بن الوليد اختفت هذه الشرطة في هذه الاماكن وفور نقل الرجل الهمام عادوا وكأنهم يقولون أها بطيروا وين؟ اذا كان هناك قرار اداري من الرجل الاول هل يظل هذا القرار في الادارة المعنية ام ينته مع من وقعه؟ على مدير عام المرور الجديد  الاجابة.
شرطة محلية الكاملين مثالا لا تسأل عن السلامة الا أيام الاسواق. فتأمل.
يكلف أحدهم بإدارة توزيع سلعة ‘ الغاز مثلاً ، فيها أزمة وشح فبدلاًعن الانشغال بالوفرة وكيفية الوصول اليها تجده يبحث في امور هامشية لا تحل اشكالا لندرة ولكنها تزيد المعانين مجموعات أخر.
إذا أحسنا الظن قلنا هذا مبلغهم من العلم وإذا ركنا الى نظرية المؤامرة يبدو ان هناك مؤامرة تحاك ضد الحكومة الراهنة وشعارها عصر المواطن في كل مناحي حياته حتى يخرج الشارع او اشعال ثورة الجياع كما يقول آخرون..
في الختام نهدي الجميع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( من ولي من أمر امتي شيئاً فشق عليه اللهم أشقق عليه)
22/11/2018

ليست هناك تعليقات: