الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

لعنة القرب من الخرطوم


لعنة القرب من الخرطوم
                                      
           لست بصدد التعليق على التقرير الذي بحث في  أفضل مدن العالم للعيش حيث كانت فينا الأولى وفي ذيل القائمة كانت دمشق، الخرطوم ، صنعاء وأخيراً بغداد. قولوا: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
   ورغم هذا البؤس تأتي ولاية الجزيرة لتحسد مواطنها على الخرطوم البائسة وتطلب منهم ان يتعالجوا في مدني التي لا تقل بؤساً عن الخرطوم على الأقل في مجال الخدمات الصحية.
      ما من مشروع جيد بدأ في هذا السودان الا قامت عليه جماعة لتسقطه او تفشله ،لست في حاجة  لأمثلة هذه الصرافات الآلية أمامكم وهذه شبكات الاتصالات أمامكم وكلها في حالة انتكاسة كما يقول الاطباء. من الناس من لا يريد ان يرى شيئاً جميلاً الا الذي هو من فعله او شريك فيه.
بعد هذه العموميات دعونا ندخل في قضية اليوم.
التأمين الصحي القومي.
  يجهل كثير من الناس مزاياه وتسلسله ، ولكن الجميع متفق على أنه بعض من حل لمشاكل علاج الفقراء من الناس، الذين لا يستطيعون نطق أسماء المستشفيات مثل رويال كير وبست كير.  
   سكان شمال ولاية الجزيرة كانت تتم عملية تحويل بعض الحالات من الجزيرة للخرطوم عبر ورقة تحويل من ضابط التامين الصحي  من مركز صحي الجديد خليف أو الجديد الثورة (كما ارادت ثوة مايو) تفتقت عبقرية الذين لا يعرفون الا المال في ولاية الجزيرة ومنعت التحويل الى الخرطوم وقالوا كل من يريد ان يتعالج عليه ان يتعالج في ولاية الجزيرة . مثلاً مريض من بتري التابعة لولاية الجزيرة والتي تبعد عن الخرطوم 15 كلم عليه ان يتعالج في مدني التي تبعد عنه 170 كلم  حتى لا تذهب بعض من اموال الولاية الى الخرطوم. (كما قال وزير الصحة للوفد الذي ذهب ليبحث معه قضية وقف التحويل لمستشفيات الخرطوم) . الآن غير مسموح بتحويل مواطن من ولاية الجزيرة الى الخرطوم مهما كان قربه منها الا  مرضى المخ والاعصاب والمادورا والمحتاجين لرنين مغاطيسي.
    ما لا يعرفه كثير من الناس ان التامين الصحي لا يشترط التحويل من ولاية لولاية حتى يعالج. ولكن يشترط ان يكون التحويل من مركز صحي أي مركز صحي في السودان. عليه ادعو كل من يريد ان يتعالج ببطاقة التأمين الصحي ان يتقدم لأي مركز في ولاية الخرطوم وسيقوم باللازم. بدلا من ان يسافر الى مدني كما اراد حكام الولاية.
      بالمناسبة من مواطني شمال الجزيرة من لم ير ود مدني قط وعمره فوق السبعين الارتباط بالخرطوم لقربها الجغرافي  في كل شيء صحة تعليم تسوق ( حلوة تسوق تذكرك بمهرجان التسوق. خلاص جبل علي دا).
  لمثل هذه التصرفات صار شمال الجزيرة ولقربه من الخرطوم مهمشاً من ولايته، وولاية الخرطوم ليس الله بسائلها عن شمال الجزيرة حسب قانون الحكم المحلي والفدرالية التي اوردت الولايات موارد التخلف. لذا لا حل لشمال الجزيرة الا بالمطالبة بضمه للخرطوم .
ادعوا جميع مواطني شمال الجزيرة للمطالبة بالانضمام لولاية الخرطوم.

ليست هناك تعليقات: