الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

نبارك مستشفى السديرة


نبارك مستشفى السديرة  
                                                    
      السديرة اسم لقرية في شمال ولاية الجزيرة سديرتان غربية وشرقية تحفهما الحواشات من كل جانب وتسعيان منذ زمن طويل لطريق يربطهما بالطرق القومية وذلك لوعورة الطرق داخل ولاية الجزيرة ليس في الخريف فقط ولكن على طول تسريبات الري من الترع والحواشات. ( رغم نفوري من القبلية لكن أجد نفسي أقول وسكانهما من قبيلة العسيلات المعتدة بنفسها جداً والمترابطة جداً وهي قبيلة بعضها شرق النيل الأزرق والباقي على الضفة الغربية منه ممثلة في السديرات )
 بالأمس القريب وتحديداً في يوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 كان فيهما احتفال قبلي كبير، فرحة بافتتاح مستشفى المنطقة في أشد الحاجة اليه. وهو مفخرة لنا جميعا (الذين شاركوا بالدعوات والفرح من بُعد مثلي).
المستشفى على مساحة 16000 م م والمستشفيات عادة تقاس بعدد الأسرة،   فهذا المستشفى سعة 40 سرير وبتكلفة تقدر 24 مليون جنيه كلها أو جلها جهد شعبي أي أوقاف وتبرعات من أبناء قرية السديرة الغربية ومحسنيها ومغتربيها وبعض عون حكومي ممثل في بعض الأجهزة من وزارة الصحة الاتحادية.
المستشفى يه قسم للنساء والتوليد وهذا أمر مهم في زماننا هذا والطواري وقسم لغسيل الكلى وقسم للاسنان وآخر للانف والأذن  والحنجرة والأشعة الحديثة ( عند الحديث عن حداثة الأجهزة يقفز الذهن الى الديجتال أنتهى زمن الانالوق)  واجهزة معمل حديثة. بالاضاة الى غرف التطعيم واستراحات الأطباء.
مستشفى بهذه الإمكانات لا يمكن ان تقف فرحة افتتاحه عند القرية والقريتين من قرى العسيلات. رأى القائمون على أمر الافتتاح استنفار كل القبيلة والقبائل الصديقة ان تشاركها فرحة الافتتاح واشتهرت قبيلة العسيلات  بضرب النحاس وعندما يضرب النحاس لا يتخلف  من افراد القبيلة الا ذي عذر.
مخطئ من يخلط بين السياسة والقبيلة في دراسة حالة الاحتفال هذه وعدد الجمهور المحتفل اللهم الا إذا كان من دارسي الحالة من يريد ان ترفض دراسته. هذا للاكاديميين الحاضرين او في المستقبل لا علاقة للسياسة بفرحة وكثرة جمهرة من تجمعوا في ذلك اليوم احتفالاً بهذا الصرح العظيم فالجمهور قبلي بامتياز.
ربما يأتي دارس تاريخ في يوم قادم محللا أحدث الخامس والعشرين من ديسمبر لعام 2018 فنهديه هذه المعلومة حتى لا يخلط احداث ذلك اليوم بعضها ببعض ويخرج بنتائج ليست صحيحة.
هل ستكون الصور التلفزيونية مرجعا في ذلك اليوم؟ وهل ستكون هناك أجهزة متطورة قادرة على تفكيك الصورة بين المكان والزمان كل ذلك وارد وغيره أي ما هو أكبر  من خيالي إذ ما عاد الاكتشاف والاختراع عمل فردي بل عمل مجموعات.
من كل قلبي أزف تهنيئه حارة بهذا الصرح الكبير لأهلي في السديرة وأسأل الله ان لا تهزمه الكوادر الطبية فكثير من أطبائنا مهاجرون او في طريقهم للهجرة.
 صحيفة السوداني 28/12/2019 

ليست هناك تعليقات: