الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

مرحباً سيد صادق


مرحباً  سيد صادق
                                                    
      نرحب بعودة السيد الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الامة الذي عاد الى البلاد بعد غياب سنة كاملة تقريباً في منفى اختياري قضاه متنقلاً بين القاهرة ولندن واديس ابابا (يا ربي مشى الدوحة).  هذه الزيارات تذكرني بزيارة رئيس عربي لإسرائيل وقال الخبر وهذه أول زيارة علنية له لإسرائيل.
      لا يختلف أثنان على أن السيد الصادق في هذا العمر وهذه الخبرة السياسية الطويلة هو من حكماء هذه البلاد واشتهر بالدعوة للسلم والسلامة لم يدعو للعنف منذ زمن طويل (زمن طويل دي بدايتها 1976م  فيما سمته مايو الغزو الليبي).
       هل يختلف معي أحد في دور الحكيم ارشادي ومشورة وليس تنفيذي أي ألا يكفي السيد الصادق البقاء في رئاسة حزب الأمة؟ هنا يجب ان نذكر قول أحد البريطانيين المهتمين بالشأن السوداني عندما قرأ قائمة المرشحين لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2015 م ووجد اسم السيد الصادق سال أحد السودانيين هل هو ابن الصادق المهدي الرئيس السابق وكانت إجابة السوداني: لا هذا هو نفسه ولك ان تتخيل ردة فعل البريطاني الذي تعود على رؤساء لا تزيد أعمارهم عن الخمسين ولا يجلسون على الكرسي الا اربع سنوات (مش مثل بعض الناس الذين حدهم الموت).
     اشتهرت خطابات السيد الصادق بجزالة اللغة وخفة الدم وضرب الأمثال وقاموسه ملي بالأمثال السودانية وبارع جداً في إخراج غريب الكلمات او قليلة الاستعمال وطرحها نصبح ماركة مسجلة باسمه.
    يأتي خلافنا مع السيد الصادق او سيد صادق، كما يقول أقرانه ، في أن جمهور المخاطبين اليوم ليسوا مخاطبين الأمس ويقال ان 60 % من مواطني  السودان شباب كل هذه النسبة تتحدث بلغة غير لغة الأمس واهتماهم غير اهتمامات الأجيال التي سبقتهم وهذا أمر طبيعي زاده طبيعية وسائل  لم تكن في الساحة في زمان مضى قريباً . جيلنا وجيل السيد الصادق كانت وسائل إعلامنا صحيفة وراديو وتلفزيون بقناة واحدة . ولك ان تقارنها بمصادر هذا الجيل التي لا حصر لها، لا حصر لها حقيقة. منْ يحصي ما على الانترنت؟
     ان كان لمثلي ان ينصح السيد الصادق المهدي أقول له تذكر منْ تخاطب؟ هذا إذا أصر أن يظل يخاطب  ، فمثلاً مثله الأخير الذي ضربه الخاص بالدخان لو كان من في عمري احتاج لشارح فما بالك بشباب الجامعات؟
    غير المفردة هناك الظرف الزماني الكل منتظر حديثا عن مخرج من هذه الكتمة (شبابنا يقولون كتمت عندما تدلهم الأمور).
 لا شك أن للسيد الصادق اتباع ومريدين وأنصار ولكن هل يملك إحصاء لأعمارهم وما علاقة أبنائهم بانتمائهم؟ أسئلة كثيرة يمكن ان تقال له من أقرب الاقربين اليه ولكن الحياء يمنعهم ، ليس وحده ، حاشية وبطانة كل كبير تضلله وتسمعه ما يريد. قلَّ ان تجد فيهم من يريد ان يقول كلمة حق قد تطيح به من مقعده وهنا يصبحون بطانة طالحة توردهم ومن نافقوه موارد الهلاك. 

صحيفة السوداني 23/12/2018   

ليست هناك تعليقات: