الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

جمهورية الخرطوم


جمهورية  الخرطوم
                                      
           في إمارة دبي وزارة للسعادة ولا يجتمع هناك الوالي ومدير عام جهاز الأمن لبحث تهريب الدقيق من ولاية الخرطوم. لا مانع من أن يجتمع والي الخرطوم بإداراته لبحث طرق توزيع الدقيق (كواحد من عوامل االسعادة) لكن كلمة تهريب مؤلمة جداً لنا كريفيين. إذ التهريب الذي نعرفه وله إدارة مكافحة بمصلحة الجمارك  هو التهريب بين الدول وليس الولايات.
       هل إذا نجح الاجتماع بين والي  الخرطوم ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني في توفير الدقيق للخرطوم وجاعت أوحرمت منه الولايات الأخرى ماذا ستكون النتيجة؟ طبعا حرمان الولايات من التنمية المتوازنة هو ما جعل ثلث سكان السودان الآن في  الخرطوم. حيث الاهتمام الحكومي بالخرطوم وكأن السودان هو الخرطوم فقط. 
       ونسبة لسوء التخطيط أو انعدام التخطيط في وقت مبكر تريفت الخرطوم وصار من الصعب علاج مشاكلها وتدليلها على حساب باقي السودان وإذا ما وفر اجتماع هاشم وقوش الدقيق فسيجدون انفسهم لا يستطيعون توفير المواصلات . ونسبة لعدم عمل حساب ليوم مثل هذا والبحث في مواصلات عامة مترو او قطار او عبارات ترك الامر للقطاع الخاص الذي حالاً سد الفجوة بعشرات الآلاف من الركشات والآف الامجادات والكريزات والحافلات الصغيرة وبصات الوالي القديمة المدخنة وفي النهائة عجزت الولاية عن توفير الوقود لهذه الآلات الرديئة وكلما شح الوقود زادت من اسعارها.
   الفشل في حل مشكلات الخرطوم وتدليلها على حساب الولايات واولوية الدقيق والغاز والجازولين لها لن يكون الحل بل سيكون مضاعفة المشكلة ومزيدا من النزوح الى العاصمة.
      هذه الحكومة تتحدث عن السودان وكأنه الخرطوم فقط الى الحد الذي يجتمع فيه مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني  مع والي الخرطوم هل سيجتمع مع كل الولاة ليحل مشاكلهم أم سيبني سياجا حول الخرطوم ويصبخ الدخول اليها بجواز الاكتروني؟ وخروج اي جوال دقيق او اسطوانة غاز أو جركانة جاز يعتبر (تهريباً) لدول الجوار مثل الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل؟
      يا حكام ولاية الخرطوم عفوا جمهورية الخرطوم ما لم تبحث المشاكل بكلياتها وليس بالقطاعي  لن تهنأ الخرطوم بوفرة ولا استقرار رغم وجودكم فيها. كان الأولى بمدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ان يعتذر عن هذا الاجتماع الخرطومي ويبدله باجتماع مع وزير المالية ووزير التجارة في بحث حل مشاكل الندرة كلها دقيق ، جازولين ، بنزين ، غاز وأخلاق.
     ما لم تكن هناك نقطة معروفة تعلم حاجة كل مواطني السودان وتوفير هذه الاحتيجات ،وهذه مهمة الحكومة ، كم طنا من الجازولين الاستهلاك اليومي والبنزين والغاز والدقيق والدواء  ويتم توفيرها فلن تجدي المطاردة والتمييز بين الولايات والحلول الأمنية.
 وإذا ما اعترفت الحكومة بعجزها في ذلك فما عليها الا افساح المجال لمن يوفر ذلك.
صحيفة السوداني 
 27/11/2018 



ليست هناك تعليقات: