الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

صلاة الرغيف


صلاة الرغيف

    كثيرون، ولا أقول كلكم، تعرفون صلاة الكسوف وصلاة الخسوف وصلاة الاستسقاء ولكل صلاة منها مناسبتها الكونية. ما حدث في ذلك الفجر يستحق التوثيق إن لم يكن بالكاميرا فبالكلمة.
     في القرية مخبز أو فرن مجاور لمسجدها الكبير المسجد طوله عشرون مترا وعرضه كذلك (رجاءً لا يقول لي احدهم لماذا لم تكتب مربع ما دام طوله وعرضه متساويان وصاحبكم متخصص رياضيات وفي الهندسة الاقليدية المربع حالة خاصة من حالات الشكل الرباعي أو هو مستطيل متساوي الأبعاد) أي صف الصلاة أيضاً طوله عشرون متراً. في صلاة كل فجر ثلاثة صفوف وقد تصل الأربعة صفوف احياناً. غير ان فجر الثلاثاء كان المشهد مختلفا تماماً امتلأ المسجد بالمصلين تماماً وبعد تسليمة الامام الأولى (لأكون صادقا امامهم يسلم تسليمة واحدة) بعد التسليم هبت جماعة كثيرة منهم في حالة أشبه بالجراد المنتشر وتسابقوا ناحية المخبز واصطفوا صفا طويلاً في انتظار ان يأخذ كل منهم حصته من الخبز المدعوم إذ كانت تباع لهم الرغيفة الصغيرة بجنهين ونصف ومنع المعتمد ذلك واجبر المخابز ان تستعمل الدقيق المدعوم وتبيع العيشة بجنيه واحد هذا هو الحافز الذي جعل مئات الناس يصلون صلاة الرغيف.
لم يجد العقلاء الا ان يتحوقلوا أي يقولون لا حول ولا قوة الا بالله أو يتحسبنوا أي يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
ومن جهة أخرى لم نكمل لكم الصورة اذ هذه القرية تحيطها الحواشات وترع مشروع الجزيرة من جوانبها الأربعة حيث الذرة واللوبيا والقمح والخضروات وكل خيرات الأرض هنالك من بدل حياتهم وغير عاداتهم حتى يفعل فيهم الخبز هذا الفعل وكل الكبار رأوا الرغيف يضع على الصينية ان وجد في زمن سابق كالديكور وليس غذاء معتمداً.
من غيّر عادات هؤلاء؟ إن سألتهم لماذا الرغيف؟ اجابوك ما لينا نحنا، الصغار ما عادوا يأكلون الكسرة؟ واذا سالت في البيت لماذا تصرون على الرغيف والذرة موجودة أجابوك الكسرة يعوسوها بي شنو؟ الغاز ما في وان وجد فهو غال جدا وصل سعر الأسطوانة 270 ج وفي رواية 300 ج لماذا؟ لأن كل انتاج المصفاة للخرطوم وناس الخرطوم. وليه علشان ما يظاهروا، بالله؟ ماذا لو عاملت الولايات جارات الخرطوم بالمثل ومنعت عن الخرطوم الالبان والخضروات والاعلاف.
      كيف نعود بهذا الشعب الى عاداته الغذائية الأولى ويأكل الناس الدخن والذرة بأنواعها ما دام ليس فيمن يحكمون من يريد ان يطور او ينهض لا بزراعة ولا صناعة ولا يستحدث ما يعين الناس على معاشهم.
الأ يقرأ ولا يسمع القائمون على الأمر عن رواندا ولا اثيوبيا و تركيا ولا البرازيل دع عنك النمور الاسيوية كيف نمت هذه البلدان بسرعة دون ان يقف مواطنها في صف خبز وجازولين وبنزين وغاز؟
 يريدون ان يستمتعوا بالميري على حساب الفقراء.
أليس فيكم رجل رشيد يقول لكم حصنوها بالعدل وليس بالسلاح.
  السوداني 11/1/2019 

ليست هناك تعليقات: