الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

هل انحرفت الدورة المدرسية؟


                              بسم الله الرحمن الرحيم
هل انحرفت الدورة المدرسية؟   
                                                  
        عندما يتحسر جيلي على امسيات المدارس في زمننا ذاك ويتذكر الجمعية الادبية كل يوم أثنين (عرف لا أعرف له مرجعية) وما يقدم في الجمعية الادبية من القاء شعري ومناظرات وترفيه وتنافس شريف يولد مبدعين. لا يفعل ذلك  رومانسيةً ولكنه يقارن بواقع الحال التربوي الآن.
  الآن لا يعرف الناس من النشاط اللا صفي الا أيام الدورة المدرسية والتي صارت تعقد كل سنة في ولاية من ولايات السودان الثمانية عشر ( مش عايز اجيب سيرة الدورة المدرسية قبل الانفصال ) منذ أن ظهر هذا المقترح بدأ الانحراف بأهداف الدورة المدرسية انحرافا عن الاهداف التربوية نحو (الشو) السياسي وصارت كل ولاية عليها الدورة المدرسية تصرف صرف من لا يخاف الفقر باسم الدورة المدرسية ويرعى ذلك الوالي ومن تحتهن ويجمع التبرعات من المواطنين ويشحدون المركز، ويضعون فوق الرسوم رسوما بغرض الدورة المدرسية و(يتكرضم) مال كثير بلا ظابط ولا رابط.
     ليس هذا كل العيب ولكن علو الجرعة السياسية على الجرعة التربوية أفقد الدورة المدرسية أهدافها. التي يجب ان تبدأ من القواعد من الفصول والمدارس الى الوحدات الادارية الى المحليات ثم الولاية. يغربل التلاميذ غربلة تخرج منهم الذهب ويكون شارك فيها أكبر قدر من الطلاب والذي لم يشارك فعليا استمتع وخزن في عقله الباطن ايجابيات ما رأى.
   الواقع الآن غير ذلك تماماً مشاركة قاعدية ضعيفة جداً ممثل النشاط الطلابي يختار عددا من الطلاب من المحليات ربما لا يكون الأفضل ولكن هذا ما يكفي لملء الفورمات. وبعد ذلك وبسبب الترحيل واللوجستيات المكلفة تجد بعثة كل ولاية وقد فاق عدد الاداريين والمرشدين والمخرجين عدد التلاميذ الممثلين للولاية.
      ولك ان تتخيل تكلفة ترحيل بعثة ولاية البحر الأحمر الى نيالا هذه السنة فقط تكلفة الترحيل واترك كل البنود الأخرى الا تقيم هذه التكلفة دورة مدرسية تشارك فيها كل قواعد البحر الأحمر التربوية من مدارس ورياض اطفال وثانويات وتقيم حراكاً تربويا مشهودا يشهد الأباء والأبناء وكل مواطني الولاية وان لم يبث على فضائية البحر الأحمر وما البحر الأحمر هنا الا مثالاً. ( وقصة الفضائيات هذه لنا فيها رأي ليس الآن).
 العام الدراسي المقرر هو 200 يوم دراسي معلوم هذا على الورق ويصعب تطبيقه على ارض الواقع للظروف الطبيعية المتباينة والظروف السياسية (قطع أخضر) الاجازات التي تأتي فجأة ببيان من مجلس الوزراء أو من على المنصة.
      حفاظا على هذه 200 يوم لماذا لايكون النشاط الا صفي في الصيف مثلاً يملأ فراغ التلاميذ ويكسبهم مهارات جديدة يحبونها. كم عدد المستفيدين من الدورة المدرسية الآن أو كم هم المشاركون من كل ولاية من التلميذ، نزل المعتمدين والوزراء والموظفين المصاحبين للوفود وستجد عدد التلاميذ هو الأقل.اليس هذا انحراف عن الأهداف؟
    خطوات تنظيم بحيث تعود الدورة المدرسية جرعة تربوية وليس سياسية  سقفها الأعلى وزيرة التربية الاتحادية وفي الولايات سقفها الأعلى وزير التربية. ويشعر بها كل تلميذ وتدخل كل بيت.
التوقيع: تربوي عجوز
                                                 8\11\2018
  

ليست هناك تعليقات: