قطارات حلاوة قطن
حلاوة قطن أو غزل
البنات هذه مسمياتها على قوقل وفيما حولنا من دول. أما اسمها الشعبي في السودان فهو
(حلاوة بسم الله) إذ انها تذوب في الفم في لمح البصر وكأنما اخذها شيطان لذا
استوجبت البسملة.
صارت تطلق على كل
شيء سريع الذوبان.
في العام الماضي بل
في اسبوعه الأول لا بل في يومه الثاني أُقيم احتفال كبير دشن فيه رئيس الجمهورية
ووزير النقل قطار ولاية الجزيرة الأخضر للركاب وكتبت يومها فرحاً بالقطار مستنكراً
حفل الافتتاح وذكرت ان الصين شيدت خط سكة حديد من الصين الى اوروبا مارا بخمسة عشر
دولة وطوله 17000 كلم وليس 170 كلم متر ولم يدشنه ولم يفتحه أحد (من أين جاءت هذه
العادة السيئة؟).
بعد سنة واحدة فقط
(وفعلاً سنة إذ السنة تطلق على سنة القحط والجدب) افتقدنا 50% من هذا المشروع ( ما
تخلعك النسبة المئوية هم كلهم قطارين)
افتقدنا صفارة الصباح التحذيرية ( بالله مش حقوا الواحد يكتب تحزيرية لكثرة
انتشارها في ملصقات المركبات العامة تحزير وقوف متكرر) أخي مصحح الصحيفة احترس هنا أخطاء مقصودة.
فقد التؤام رفيقه
وصار على الخط قطار واحد مما يعني نصف المشروع تعطل في العام الاول كيف يتعطل قطار
في سنة واحدة؟ أليس هذا اشبه بحلاوة قطن هل في صفقة الشراء ضمانات وكم مدتها هل في
العقد تعويض للضرر ام الأمر كله استعجال لانجاز وافتتاح، والباقي مش مهم ابداً.
قطار الجزيرة ليس
وحده سبقه قطار عطبرة الخرطوم بخمس سنوات ولحقه ما لحقه لم يعد قطارا واحدا بل حتى
رحلاته لم تعد يومياً كيف تموت هذه المشاريع بهذه السرعة أيعقل ان يكون عمر قطار
سنة واحدة؟
لا ننكر ان عربات
القطار مُدحت واشتهرت بالفخامة والراحة التكييف الممتاز القطار سريع وحقق اهداف
طيبة فقط قصر العمر هو ما ازعج المواطنين واضطراب جدول الرحلات جعل مشكلة فمن
الناس من برمج حياته على هذا القطار وقلنا هذه بداية لتصبح المواصلات العامة هي
الخيار الأول ولكن صدمنا قطار الجزيرة بغيابه.
سألنا وقالوا هذا
التوقف أحيانا للصيانة الدورية واحيانا للعمل في خط عطبرة الخرطوم الذي يعج
بالركاب (خير وبركة) لكن كيف يبرمج موظف او مجموعة موظفين حياتهم وعملهم على
قطارات غير ثابتة الجداول الزمنية.
رأيت في متحف بسواكن
قبل سنوات جدول مواعيد القطار سنة 1914 وبالدقيقة يصل الى محطة كذا في الساعة كذا
والدقيقة كذا بعد مائة سنة تفشل إدارات السكة الحديد في جدول زمني ثابت يبني عليه
الناس أعمالهم؟
هل أخطأ جيل حسن
خليفة العطبراوي عندما طلب من الغريب يللا لبلدك؟ انا لا ادعو للاستعمار ولكن الف
لا للاستحمار الإداري الذي نحن فيه.
يا
إدارة لا بد من وجود رأس بديل للرأس المتعطل الصيانة في هذه الالات الكبيرة غير
مجدية، والركاب لا يحتملونها.
السوداني 7/1/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق