الاثنين، 2 نوفمبر 2015

المدبغة تتحدى الباقير

    
 
13-10-2015
مدابغ أم درمان لا تنبعث منها روائح نتنة، مدابغ الخرطوم تأكل جنبها. مدبغة الباقير التي اسمها أفروتان يغطي نتنها والرائحة الكريهة المنبعثة منها مساحات واسعة وتمنع السكان النوم وقد جربوا كل الطرق وظلت الرائحة عشرات السنين تعذبهم.
عشرات المرات شكا سكان الباقير من هذه المدبغة بالحسنى ويوم لم تنفع الحسنى ولم يستجب لطلبهم تظاهروا وأغلقوا طريق الخرطوم مدني وفضوا بالقوة ووعدوا بحل المشكلة، هذا السيناريو لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثة تكرر كثيراً. (مواعيد عرقوب مثل ينطبق على مدبغة الباقير).
هل هذا هو الاستثمار الذي تتباكى عليه الحكومة وتشجع وتحفز المستثمرين على حساب صحة المواطن؟ أين صحة البيئة وأين الشروط وأين الجزاءات؟ أم كل هذا لأهل المدن وأهل العوض ما ضروري.
الذي يعرفه معاصرو هذه المدبغة أنه كلما جاء وزير واشترط على المبدغة إعمال كل ما يقطع هذه الروائح أطاعوه مما يعني أن هذا ممكن ولكنه يضيف عبئاً مالياً على المستثمر أو صاحب المدبغة وما ان تمر (الهرشة) تعود حليمة لعادتها القديمة.
أكثر وزراء الصناعة إصراراً على هذه المشكلة كان المغفور له بإذن الله عبد الوهاب محمد عثمان فقد كان صارماً في أمر هذه المدبغة. ويبدو أن أصحاب هذه المدبغة فرحوا بوفاته وعادوا إلى سيرتهم القديمة.
ليس كل ما يتداوله العامة صحيحاً وربما يكون الخيال فيه أكثر من الواقع لكن المتفق عليه لا يمكن أن تكرر هذه المدبغة هذا الأذى عشرات بل مئات المرات ما لم تكن مسنودة من جهة ما.
هل تتخذ مدبغة أفروتان بعد موقعها من الخرطوم ومدني حجاباً تنفث من ورائه روائحها الكريهة وتعذب بها المواطنين. كثيرون من أهل الباقير والقرى المحيطة بالمنطقة الصناعية الباقير تركوا قراهم فراراً من أذى المدبغة.
لماذا لا تجبر السلطات المدبغة بتوفير أكبر كمية من الكيماويات التي تمنع الرائحة مهما كان سعرها ولماذا لا تشرك السلطات المجتمع في تفاصيل هذه المشكلة وتشركه في الحل ولو بالبلاغ عبر الهاتف للجهة المسؤولة محلية كانت أم في الولاية أو رئاسة وزارة الصناعة. ومن حسن الحظ أن وزير الصناعة كان والياً لولاية الجزيرة قبل شهور ويعرف المشكلة بكل أبعادها وما سببته من أضرار.
شكر وعرفان:
وصلتني الرسالة التالية من السيد وزير العدل مشكوراً مما يدلل أنه وزير من طينة أخرى يرد بنفسه وبكل تواضع..
إلى رسالة الأخ الوزير.
سلام أستاذ أحمد وكل عام وأنت بخير، واطلع دوماً على ما تكتب، ونرجو من الله التوفيق والسداد. بخصوص قضية الأقطان هناك محكمة خاصة تنعقد يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع وعقدت أكثرمن ١٥٠ جلسة ووصلت الآن قضية دفاع المتهمين وهي في الخواتيم بإذن الله وهي محكمة مفتوحة ولَك الشكر.
عوض الحسن النور

ليست هناك تعليقات: