الاثنين، 2 نوفمبر 2015

عبد الله إبراهيم الصديق

       
  
30-10-2015
حقاً إن الموت مصيبة. الخميس الماضي غيب عنا الموت شقيقي الذي يصغرني مباشرةً أخي الأستاذ عبد الله إبراهيم الصديق، ستون عاماً عاشها عبد الله إما متعلماً أو معلماً، تخرج من معهد تربية الخرطوم تلك المعاهد التي كانت تؤهل إلى تدريس المرحلة الابتدائية، قضى زمناً معلماً متفرداً يدرس ويعلم بطريقته وبخطه الجميل وخلقه الأجمل.
كان يعلم وكنا نعلم أن عبد الله أكبر من ذلك التحق بمدرسة النوبة الثانوية وامتحن منها للشهادة السودانية وكانت بالنسبة له كشربة ماء. وواصل تدريسه ونفسه تحدثه أن لابد من جامعة وربما كانت استجابةً لدعوة الوالد رحمه الله ونحن صغار حيث كان يدعو لنا (الله يحضرني جامعتك) واستجاب الله دعاءه وحضر جامعاتنا جميعاً حيث أدركها عبد الله بعد نظام الناضجين وقد كان ناضجاً بحق ونال البكالريوس من جامعة أم درمان الإسلامية.
بعد هجرة قصيرة لليمن أكاد أجزم أن المال لم يكن همه ولكن أصدقاؤه ذهبوا وذهب معهم وعاد سريعاً.عاد لمهنته معلماً بالمرحلة الثانوية تنقل في عدد من مدارس المنطقة واستقر به المقام أخيراً بمدرسة القرية الثانوية. لم يكن مدرسا فقط كان داعية بخلقه وفعله في صمت عجيب كان قليل الكلام كثير الاستماع وإذا ما تحدث أضحك كل سامعيه وتناقل الناس قفشاته المتفردة.
حضرت مناقشة رسالة الماجستير التي نالها من جامعة أم درمان الاسلامية ولا زلت أذكر تعليق بروفسير عمر يوسف حمزة عندما طلب منه قراءة الإهداء وعلق البروف: والتفت الى اللجنة والحضور: بالله هل رأيتم قدراً من الوفاء كهذا وقد أهداه بلغته الجميلة بعد والديه لعدد من معلميه المتميزين الذين أثروا في حياته.
في السنوات الأخيرة وهو مدرس للتربية الاسلامية وموجهاً لها في تعليم وحدة المسيد أنشأ هو وإخوته المرحوم عبد الله ابو القاسم والشيح محمد البشير والشيخ محمد يوسف وآخرون دار تحفيظ للقرآن وسموها في البداية دار المؤمنات علموا وحفظوا القرآن لعدد كبير من نساء القرية يومياً تعج بحلقات العلم والتحفيظ وكان لها أثر كبير في مجتمع نساء القرية تقبل الله منهم. كان إماماً للجمعة في واحد من مساجد القرية لفترة من الزمن ويوم طلب منه إمامة المصلين ليوم واحد في المسجد الكبير كان عنوان خطبته الذي لا ينسى (أول يوم في القبر).
ما رأيت ولا سمعت عبد الله يتحدث عن ضيق معيشة ولا سمعته يتحدث عن قلة راتب ربما يتحدث عن تأخر الراتب ولا يفكر في استثمار ولا جمع مال ولا ممتلكات قنوع بما يرزقه الله.
اللهم ارحمه وبارك في ذريته وجزى الله خيرًا المعزين الذين خففوا عنا مصيبتنا خير الجزاء من أهل القرية والقرى المجاورة والأصدقاء وزملاء العمل لإخوانه.
صدمة أخرى ألمت بنا ونحن في المأتم إذ هوى الشاب الخلوق عبد القادر الخير ميتاً دون مقدمات كان فاجعة كبرى لأهله ومعارفه وأصدقائه رحمه الله وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيرًا من أهله.
اللهم ارحمهم جميعاً وادخلنا وادخلهم الجنة بغير حساب

ليست هناك تعليقات: