الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

نحو خبز آخر






لن أبدأ بسؤال عن ماذا تمخضت مشكلة القمح والدقيق الأخيرة بين السباع الكبار والحكومة والمستهلك؟ خاض في ذلك كثيرون وتظن وزارة المالية أنها كشفت كل المستور والواقع يقول (يا دوب دخلت يدها في الجحر).

مقالي اليوم عن التقليدية في صناعة الخبز. هذه الرغيفة المحدبة كما العدسة المحشوة باللب وما أقصر عمرها إما أن تؤكل ساخنة أو باردة قليلاً ولكن إذا ما قضت اليوم دون استهلاك فهي الى القمامة او علف لحيوان فهي في اليوم التالي في قسوة الحجر أو أشد.

كثير من دول العالم تعرف للخبز عدة أنواع وتتباهى فرنسا على وجه التحديد في تنوع صناعة الخبز والمعجنات. وتشاركها لبنان ولا تشاركها صناعة الخبز فقط وتشاركها الموضة والخروج على النص الاجتماعي.

ما لمخابزنا لا تعرف الا الرغيف البلدي هذا ، قصير العمر المضيع للقمح ومن ثم المال. نعم توجد مخابز قليلة العدد ضعيفة الإنتاج في السوق تصنع ما يسمى بالخبز اللبناني وهو خبز يسمى أحيانا الخبز المفرود لا لب له. من ميزات الخبز المفرود أنه يمكن أن يوضع في الفريز او الثلاجة وعند إخراجه من الفريزر يعود بعد دقائق لحاله الأولى ويمكن ان يبقى عدة أيام في الفريزر إن لم أقل أسابيع.

هذا الخبز المصنع بمخابز آليه أعلى سعراً من الخبز المصنع بالمخابز البلدية يبدو أن زيادة سعره هي التي جعلته غير مشهور وغير مستخدم لدى غالب الناس. حقيقة السعر غير واقعي مما تسبب في عدم انتشاره ويبدو كل جديد غالٍ وتضع عليه تكلفة كل الآلات المستوردة وجماركها وترحيلها.

المطلوب الآن إشاعة (بمعنى نشر وليس المعنى السالب) هذا النوع من الخبز لأنه اقتصادي وفيه حل لمشاكل توفير الخبز يومياً. يمكن ان يكون تسوق الخبز مرة في الأسبوع بدلاً من التردد اليومي أو المتكرر عدة مرات في اليوم. ونقول لولاية الخرطوم واخص د.عادل عبد العزيز قبل استيراد مخابز الخبز المخلوط هناك عدة حلول تساهم في توفير الدقيق وتساعد الاسر على التوفير توفير الوقت والمال (الوقت مكون اقتصادي الا في الدول المتخلفة) منها هذا الخبز المفرود القابل للتخزين والحفظ ويصعب أن يتعفن كما في الرغيفة المدببة او المحدبة أو كلاهما مدببة من جهة ومحدبة من الجهة الأخرى.

ليس هناك مستحيل سيعتاد عمال المخابز بعد تدريب قليل على صناعة الخبز المفرود وسيصبح ثقافة عامة واعتيادية وهو أنواع منه الأبيض والأسمر. الأسمر المخلوط بالرّدة يناسب أصحاب الغذاء الخاص خصوصاً مرضى السكري.

من يشيع هذه الثقافة الذين بدأوا بجلب مخابز الخبز المخلوط قمح وذرة عليهم فتح نافذة الخبز المفرود.

ولتبدأ الخرطوم وتتبعها مدن أخرى.


ليست هناك تعليقات: