الاثنين، 2 نوفمبر 2015

الكراسي لعبة غير تربوية

      
 
18-10-2015
أشياء كثيرة في حياتنا تستحق المراجعة ولا بد من تجاوز "إنا وجدنا آباءنا"، ولا بد من تجاوز الزمن الجميل، وجميل لمن هذا يحتاج مراجعة أيضاً. في قروب واتساب اسمه(التربويون) وهو مجموعة من قدامى خريجي كلية التربية جامعة الخرطوم يتحاورون فيه جد وهزل، ولا يخلو من مواضيع تستحق الوقوف ومما استحق الوقوف عنده وما أكثره هذه المشاركة من الأستاذة أحلام بشير.
"في رياض الأطفال بعض البلدان يلعبون لعبة الكراسي، يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال، ويقولون للأطفال بأنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة. ثمّ يقلّلون عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل كلّ مرّة حتى يبقى طفل واحد ويتم إعلانه أنّه الفائز، فيتعلّم الطفل ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري".
وفي رياض أطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي أيضاً، ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال أيضاً، مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال بأنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا أحدكم بقى دون كرسي، يخسر الجميع. فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي، فيتعلّم الطفل ثقافة (لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح... مترجم) انتهت الرسالة.
هل تصلح هذه المراجعة وعرضها على حالنا السياسي البائس والذي تتمثل فيه لعبة الكراسي وقع الحافر على الحافر كل يريد أن يزيح الآخر ليجلس على الكرسي لا تهم الوسائل النتيجة واحده الفوز بالكرسي هذا ما ترسب في عقلنا الباطن وليس الأمر مربوطاً برياض الأطفال لم تكن لنا رياض أطفال وكنا نلعب لعبة الكراسي في الاحتفالات والمهرجانات ومعها سباق الحمير والركوب العكسي وهذه أيضاً ربما رسبت في عقلنا الباطن حافظ على ما وضعوك عليه ولا تبحث في كيف تعدل حالك وتركب الحمار في الاتجاه الصحيح.
هل يتطلب الأمر مراجعة تربيتنا من أولها وآخرها دون الرجوع لاستشارة الباكين على الزمن الجميل؟.
لا يعني هذا أن كل ماضينا سيء، ولكن فيه ما يستحق المراجعة والتعديل. في تربيتنا مرؤة وكرم وإغاثة ملهوف وإكرام الضيف ونخوة وأشياء جميلة، ولكن تهزمنا لعبة الكراسي من الكرسي الكبير الذي في القصر إلى كرسي الخفير كل يريد إزاحة الآخر ليجلس هو.
لم يكن في تربيتنا التخطيط السليم والاتقان ولا الإدخار ولا فن المحاسبة والمراجعة. سهولة الحياة لم تستمر وكل يوم الحياة في حاجة لثقافات جديدة وتربية مواكبة مع الاحتفاظ بالقيم الحميدة.
ماذا لو جعل دارس تربية هذا الموضوع مجالاً لبحث تربوي يربط سلبيات تربوية صفية أو لا صفية انعكست على المدى الطويل سلباً على الحياة السودانية؟.
   طباعة 

ليست هناك تعليقات: