الاثنين، 2 نوفمبر 2015

(أبو النجا) إنهم لا يسمعون

    
 
20-10-2015
من الناس من لا يكتب إلا نادراً ولا يكتب إلا في موضوع شغله جداً، من هؤلاء الأستاذ صلاح أبو النجا مدير بنك التضامن السابق. كتب رسالة مفتوحة لوالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين ينبهه لمشكلة استشرت وكل يوم في زيادة وهي التعدي على الشوارع وكيف يحتال أصحاب كثير من المنازل بحديقة أمام المنزل تأخذ من الشارع مترين أو ثلاثة أو يضعون مسطبة اسمنتية أو يضعون حاوية كاملة يستغلونها كمخزن.
من دواعي سروري بالمقال أني سبقت السيد أبو النجا على هذا الموضوع في يناير سنة 2011 كتبت مقالاً بعنوان (التعدي على الشوارع)
جاء فيه:
كثير من شوارع العاصمة القومية الخرطوم غير ثابتة العرض، تجد عرض الشارع يضيق ويكبر على حسب كبر جيوب ساكنيه. لا يختلف اثنان على فوائد التشجير وما يضفيه على المدينة من جمال، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذه الأشجار لها آثار على البيئة إيجابية، وتفتح النفس.
كثير من أحياء الخرطوم تعدى ساكنوها على الشارع بحجة التشجير والحديقة التي خارج المنزل مما يؤثر على عرض الشارع، ومنهم من يضع حاويةً ومنهم من يجعل أمام منزله رصيفاً اسمنتياً ولا يهمه بعد ذلك ما لهذه العَملة من أثر على سعة الشارع المهم أنه زاد مساحة بيته وخلاص، وقد يكون البيت ليس في حاجة لزيادة ما شاء الله.
غير أن العادة امتدت للأحياء الراقية.. وكثيرون متضايقون من تصرفات بعضهم البعض في التعدي على الشوارع ولكنهم يؤثرون الصمت، حياءً وحفاظاً للود كعادة سودانية لا تعرف المواجهة إلا إذا استُفِزت.
الأمر ليس مقتصراً على الأحياء السكنية بل في الأسواق الأمر أشد ألماً وفداحة إذ كمية البضائع المعروضة في الشوارع أكبر من كمية البضائع التي في الدكاكين والمتاجر. ويزداد الأمر في نهاية اليوم حيث تذهب السلطات للنوم والمقيل وهنا ينفرط عقد الأسواق ولا تستطيع أن تستغلها لا ماشياً ولا راكباً علاوة على الإزعاج المنبعث من أبواق مكبرات الصوت ذات خاصية التكرار الأوتوماتيكي، وتتمنى لو كنت أطرش أو أن تضع قطناً على أذنيك.
يا أخي صلاح أبو النجا كتبت أنا في 2011 ولم يتحرك تنفيذي لدراسة الأمر أو الوقوف عليه، وها أنت تكتب في 2015 في نفس الموضوع ولم نسمع رداً ولم نر فعلاً. وسيكتب ابني أو ابنك بعد أن تتسدد شوارع الخرطوم كانسداد الشرايين والأوردة بالكلسترول وستكون العملية باهظة التكلفة.
من المسؤولين من لا يهتم إلا بساس يسوس لو كتبنا في إخفاقات المؤتمر الوطني أو الإجهاز على الحركة الإسلامية لتصدت لذلك جهات كثر أما أن يكون الموضوع متعلقاً بحياة الناس وتنظيم أمرهم اليومي وما يمكن إصلاحه اليوم سيكلف أضعاف تكلفة اليوم.
ليتهم يسمعون.

ليست هناك تعليقات: