الاثنين، 2 نوفمبر 2015

الصبر عن فقد الأحبة

          
  
31-10-2015
الصبر المنبثق من اليقين والثقة بالله والمستمد من وعد الرحمن بنعيم وحسن جزاء وثواب الصابرين، نعم إخوتي .... إنه الصبر وما أصعبه عندما يرتبط بالموت.
ذلك الموت.... الذى لا يفرق بين كبير وصغير ولا سليم أو عليل إنه الموت .... الحقيقة الثابتة والمؤكدة في هذه الحياة الموت.... الذي لن يفر منه أحد ولم يفر منه أحد (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ).
الموت الذي أسماه الله سبحانه وتعالى في كتابه ووصفه بالمصيبة نظراً لشدته وصعوبه وقعه على النفس (إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ).
وما أصعب المصيبة يا أخي إذا كانت في الولد وما أشدها إذا ما كانت في حبيب.
يا الله والله لا يرزق الثبات وقتها إلا المؤمن الحقيقي لأنه الاختبار والامتحان الأشد لقوة إيمانه وثباته على دين الله وثقته بوعد الله.. يا أخي انظر إلى حال الصحابة حينما مات المصطفى .. بأبي وروحي ونفسي أنت يا رسول الله ما كان حال الصحابة حين تلقوا الخبر؟؟؟
فلما توفي اضطرب المسلمون، فمنهم من دهش فخولط، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية".
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسُّنح.. فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنَّه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله،
قال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً.
ثم خرج فقال : أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)،وقال: (إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ)،
وقال: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) ،
فنشج الناس يبكون. نشج الصحابة بالبكاء هذا حال الصحابة مع موت المصطفى.
إنهم بشر نعم كانوا كالملائكة في إخلاقهم وإيمانهم ولكنهم في واقع الأمر بشر.
اهتزوا بموت المصطفى لشدة حبهم وتعلقهم به ولكنهم في النهاية وبثبات الصديق (حبيب رسول الله وصاحبه والذي كان من المفترض أن يكون أول الرافضين والساخطين على موته إلا أن الله ثبت قلبه ورزقه إيماناً لم يتزعزع إيماناً حقيقياً ثابتاً). واذكر دائماً أنك قريباً ستلحق بمن فارقت إنما هي فقط بضع أيام ولحظات ويجتمع شملكما من جديد، ولكن احرص أخي على أن تلقاه تحت مظلة حب ورضا الله وليس تحت سخطه وغضبه.
يا أخي ...
الصبر عند موت الأحبة اختبار لإيمانك وقوة يقينك وثقتك بالله فكن أهلاً لما تنادي به وتظن أنك أهل له.. رزقنا الله وإياكم الصبر والثبات عند المصيبة.
منقول بتصرف

ليست هناك تعليقات: