السبت، 10 نوفمبر 2012

سحر الطمام!!

 الأربعاء, 07 تشرين2/نوفمبر 2012


قبل العيد بأيام كانت هناك بعضٌ من أزمة غاز، أي الغاز لم يكن كافياً ولكنه ليس معدوماً تماماً، والدليل على ذلك أن د. أزهري باسبار لم يخرج بتصريحه المعهود عندما تكون هناك أزمة غاز ليقول:«ليست هناك أية أزمة غاز والمشكلة في ان الوكلاء يخزنون الغاز».. المهم سألت أحد المهتمين بأمر الغاز فأجابني إجابة حيرتني.. نعم يوجد شح في الغاز ولكن لا يشعر به أحد لقلة الاستهلاك، وما الذي قلل الاستهلاك؟ وكان رده عجيباً «الطماطم» وفرة الطماطم لها أثر مباشر في تقليل استهلاكك الغاز.. سبحان الله!!
قبل عام تقريباً خرجت علينا جمعيتنا جمعية حماية المستهلك أيام غلاء اللحوم بشعار «الغالي متروك»، أي تدعو لمقاطعة اللحوم حتى تستقر أسعارها كما ينبغي ونجحت الحملة، غير أن أحدهم لفت نظري قائلاً: والله ما نجحت الحملة إلا بفضل الله ووفرة طماطم مشروع الجزيرة التي كان لها الأثر الواضح في ترك اللحوم.
 ومن يومها وأنا أفكر، ويبدو أن تغيراً في نمط الاستهلاك هو سبب كل بلاوينا، فإذا ما توفرت  الطماطم والخضروات الأخرى وتوفر اللبن سيكون حالنا غير الذي نرى. ألا يعرف أهل الاقتصاد ذلك؟
فقبل شهور وصل كيلو الطماطم إلى «25» جنيهاً، واليوم صفيحة الطماطم التي تزن «15» كيلوجراماً وسعرها في أحسن الاحوال «30» جنيهاً، أي بواقع جنيهين للكيلوجرام. «أعتذر لاستخدام هذه الوحدة المتخلفة الصفيحة، ولكن هذا هو الواقع». وطبعاً لا مجال لتخزين مبرد نسبة لغلاء الكهرباء «وهذه مسؤولية الدولة» ولا مجال لتصديرها للولايات المجاورة ناهيك عن البلدان المجاورة، والسبب أيضاً الدولة ممثلة في جبايات الطرق العلنية والمستترة التي فوق الطاولة والتي تحتها، مما يجعل حملها أشبه بحمل المخدرات. ولقد عشنا ونحن صغار أيام كانت طماطم مشروع الجزيرة ترحل إلى القضارف وعطبرة وما بينهما.
إذن حل كثير من مشكلاتنا في مشروع الجزيرة ويمكن ان يوفر اللبن والطماطم وما بينها، ولكن كيييف؟ وكثيرون لا هم لهم إلا مصالحهم الخاصة، ولن ينظروا للمشكلات الأخرى ولا يعيشونها إلا مثل ماري أنطوانيت التي قيل لها إن المواطنين جياع فقالت : فليأكلوا الكيك.
ونعود لنقول متى نحسب عائد الزراعة «صاح» بكل جوانبه المباشرة وغير المباشرة، وهذا أثر الطماطم تمدد من اللحم الى الغاز، فما بالك بأثر اللبن الذي سيتمدد إلى أن يصل إلى خفض الدواء في الصيدليات، أي بدلاً من استيراد بمليون دولار عندما يشرب الناس اللبن أو يتغذى الناس باللبن، سيعود عليهم فائدة وعافية تزيد الإنتاج وتقلل فاتورة الدواء. هذا ما خطر لي في هذه اللحظة، فكيف إذا جلس للأمر علماء اقتصاد وعلماء طب وغيرهم من المختصين؟ وقطعاً ستكون النتائج محيرة ونتيجتها أن اصرفوا على الزراعة ولن تندموا أبداً.
وهل الطماطم كلها خير؟ قال لي أحد علماء الزراعة في بلادي وفي النهضة الزراعية تحديداً، إنه لعدة سنوات لم يأكل طماطماً ولا يتركها تدخل بيته مما رأى من سوء استخدام للكيميائيات التي تدخل في زراعتها.
يا زارعي الطماطم نستحلفكم بالله أن تتقوا الله في هذا الشعب، وتستخدموا الكيميائيات كما يجب. وبلاش فشل كلوي. وأهدي السطر الأخير لسارة أحمد عبد الله والصباح رباح.

ليست هناك تعليقات: