الأحد، 18 نوفمبر 2012

حدث غداً

  بتاريخ الأحد, 11 تشرين2/نوفمبر 2012

رغم التناقض في لغة العنوان لجمعها بين فعل ماض وحديث عن مستقبل الا انها صارت من العناوين الشائعة والتي تجد حظها من لفت النظر. اقبلوه فقد قبل أهل اللغة العربية صحة جملة مثل: ركبتُ نملةً من البيت الى المدرسة. ووسط هذا الجو من الأخبار التي لا تسر والتي تملأ النفوس غماً وهماً أريد ان أخرجكم الى أخبار مفرحة على طريقة الدوش «دقت الدلوكة قلنا الدنيا مازالت بخير أهو ناس تعرس وتنبسط». فالتعليم الجامعي رغم الاختلاف على جودته في كثير من جوانبه إلا انه شهد نقلةً وانفتاحاً كبيرًا لا علاقة له بالماضي الذي كان لعدد محدود ورغم كل ذلك لم تكن مخرجاته ذات أثر محسوس على واقع السودان. لذا يجب ان لا ننظر لواقع التعليم العالي الحالي وانفتاحه بنظارة سوداء على الدوام. صَاحَب التوسع في التعليم العالي إلغاء نظام الداخليات فما عادت الجامعات مسؤولة عن  سكن الطلاب واعاشتهم، غير ان نظامًا بديلاً لتوفير السكن قد تولته جهة أخرى هي: الصندوق القومي لرعاية الطلاب وبدأ متدرجاً وذلك بتسكين الطالبات وجعل ذلك همه لحساسية وضعف البنات وخصوصًا في هذا العمر وفي هذه المدن وأنشأ الصندوق عشرات المجمعات السكنية في ولاية الخرطوم وتعداه وأنشأ عشرات المدن الجامعية في الولايات.
طالت المقدمة نخش في موضوعنا
بعد المدن الجامعية العامة كان هناك من يريد وضعًا أفضل من هذا السكن، أليس الناس طبقات؟ لتلبية متطلبات هذه الطبقة كانت الداخليات الخاصة التي يصعب التحكم فيها كما ينبغي. طور الصندوق رعايته لهذه الطبقة وأقام مدنًا جامعية درجة أولى أي هي اشبه بالفنادق وقد كتبنا قبل اليوم عن مجمع «جورج حجار» بالعرضة ولم نر تلك التي في بحري لكن وقفتنا اليوم مع برجي داؤد عبد  اللطيف بالعمارات.
برجان كل منهما من عشرة طوابق تسع «800» طالبة. خصص الطابق الأرضي للخدمات ويشمل كافتريات ومكتبات وصالات ألعاب ومقاهي انترنت وكل ما يلزم الطالبات مما أعرف ولا اعرف. وساحات كبيرة وميادين تصميم هندسي رائع ومصاعد كهربائية «اسانسيرات» مش لازم اسانسيرات لأن البنت لو صعدت بالسلم للدور العاشر ستتخرج بطل مصارعة او ملاكمة او على الاقل بطل العاب قوى. الادوار العلوية التسع مخصصة للسكن على شكل شقق مزودة بالأسرة والدواليب والكراسي والطاولات ومكيفة.. وجديد هذه الأبراج الداوودية ان لكل شقة عداد كهرباء منفصلاً حيث لن يكون هناك اهدار كهرباء بدون فائدة يعني لن يترك مكيف شقة يعمل وسكانها خارجها. ما أهمية مثل هذا السكن المترف؟ من الناس من يريد أن يطمئن إلى بنته ولا يهمه كم يدفع وذلك لأنه بعيد خارج البلاد او بعيد عن الخرطوم. وهناك مجال لطالبات الدراسات العليا القادمات من الأقاليم يمكن ان يسكنّ في مثل هذا السكن ابتعاثاً او من جيوبهنَّ.
صراحة يا له من صرح جميل وانجز في وقت ليس قليلاً يستحق الاشادة وإنه من الأخبار السارة كما أسلفنا التي يجب أن تُنشر حتى لا يظن ظان أن كل الأمور زفت.
كتبت في يوم 24/9/2007م بصحيفة الصحافة عن مدينة جورج حجار وهي من نفس هذه الشاكلة بل أكبر وختمت المقال بهذه العبارة «وبقيت في الحلق كلمة لا سبيل لإخراجها». أخيراً نقول:
هنا شيء جميل شكراً.

ليست هناك تعليقات: