الجمعة, 02 تشرين2/نوفمبر 2012
الخرطوم
أو العاصمة المثلثة كلها، يقال إنها كانت خفيفة الظل، منسابة الحركة،
شوارعها جميلة ونظيفة، كل ذلك في العطلة أو في كل العطلات، بل نذكر
مواطنيها بخرطوم الستينات والسبعينات حيث كانت الثياب النسائية تسمى
«الخرطوم بالليل» في إشارة لجمالها.
وبعد عقدين من الزمان، وبعد أن تدهور الريف واختلت الموازين الاقتصادية والاجتماعية، ونزح سكان الأرياف للخرطوم حيث الخدمات والميزانيات المفتوحة ورئاسات البنوك، امتلأت شوارع الخرطوم بالقرويين إلى أن قال قائلها «تريّفت المدينة».
اتصلت على صديق: «كيف العيد في الخرطوم»؟ رد ليغيظني: «والله بعد ناس الجزيرة خرجوا منها بقت حلوة جداً». كتمت غيظي وقلت في نفسي ومن أين بُنيت الخرطوم، أليس من الجزيرة، وبدماء وصحة أهل الجزيرة؟ وبالمناسبة كل جاليات الولايات بالخرطوم تغادر لتعيّد في ولاياتها، وكل الطرق الخارجة من الخرطوم تمتلئ بأرتال من البصات والسيارات وتفوّجها شرطة المرور، لماذا التركيز على أهل الجزيرة؟؟
الثلاثاء يوم عمل، أو هو أول يوم عمل بعد عطلة عيد الأضحى، ولكن الملاحظ أن كثيراً من الموظفين لم يباشروا عملهم، في حالة تسيب تام، وستمتد إلى يوم الخميس لتصبح عطلة العيد عند بعضهم عشرة أيام بالتمام والكمال، أي أنهم لن يداوموا إلا يوم الأحد المقبل. وأينما ذهبت وجدت شيئاً من حالة التسيب هذه، يعني الدواوين الحكومية شغالة بنسبة أقل من «50 %» ولا يُحاسب أحد. لماذا؟
شكا لي عدة أشخاص مما يلاقونه من أراضي الخرطوم وخصوصاً الذين لهم علاقة بالمستشارة «ل.م»، فهذه المرأة المهمة، وجودها في مكتبها نادر جداً، وهي تحدد يوماً في الأسبوع للجمهور، ولكن منذ عدة أشهر صار وجودها شبه مستحيل، وخرجت أعذار مثل أن أمها مريضة. بالله هل يتوقف العمل على الأفراد مهما كانت براعتهم؟ ألا يوجد نائب مستشار أو مستشار أول ومستشار ثاني، وإذا ادلهمّ «ادلهمّ حلوة مش؟» عليه الأمر اتصل بالخارقة هاتفياً وشاورها في الأمر، ويجد الحل لمئات المواطنين الذين ينتظرون المستشارة أو مسؤولة الأراضي المسؤولة من تنظيم القرى.
مثل هذا النهج يدل على أن دولتنا متخلفة ونظامها الإداري يحتاج مراجعة من ألفها إلى يائها «from a to z» كما يقول الخواجات. هل نحلم بمراجعة الخدمة المدنية وقوانين العمل ونظام سير العمل. صناديق الشكاوى المعلقة على كثير من الجدران هل يتابعها المسؤول الكبير أم هي للزينة وادعاء الشفافية، وهل المواطن بهذا الوعي لحقه ويعلم متى يطلب ما له ومتى يؤدي ما عليه؟
هل قلة الأجور هي السبب؟ هل عدم العدالة في الأجور هو من الأسباب؟ وإذا ما رجعنا للأراضي، ما يمارسه المساحون ولنخرج من الحرج ونكون موضوعيين، بعض المساحين الذين يسلمون الأراضي لمستحقيها كيف يقومون بهذا العمل، هل وقف على «حركاتهم» أحد؟ من تسويف ومماطلة لا تزيلها إلا الرشوشة.
معليش الدنيا عيد، ولكن فرحة العاصميين بالتسيب هيجتنا.
وبعد عقدين من الزمان، وبعد أن تدهور الريف واختلت الموازين الاقتصادية والاجتماعية، ونزح سكان الأرياف للخرطوم حيث الخدمات والميزانيات المفتوحة ورئاسات البنوك، امتلأت شوارع الخرطوم بالقرويين إلى أن قال قائلها «تريّفت المدينة».
اتصلت على صديق: «كيف العيد في الخرطوم»؟ رد ليغيظني: «والله بعد ناس الجزيرة خرجوا منها بقت حلوة جداً». كتمت غيظي وقلت في نفسي ومن أين بُنيت الخرطوم، أليس من الجزيرة، وبدماء وصحة أهل الجزيرة؟ وبالمناسبة كل جاليات الولايات بالخرطوم تغادر لتعيّد في ولاياتها، وكل الطرق الخارجة من الخرطوم تمتلئ بأرتال من البصات والسيارات وتفوّجها شرطة المرور، لماذا التركيز على أهل الجزيرة؟؟
الثلاثاء يوم عمل، أو هو أول يوم عمل بعد عطلة عيد الأضحى، ولكن الملاحظ أن كثيراً من الموظفين لم يباشروا عملهم، في حالة تسيب تام، وستمتد إلى يوم الخميس لتصبح عطلة العيد عند بعضهم عشرة أيام بالتمام والكمال، أي أنهم لن يداوموا إلا يوم الأحد المقبل. وأينما ذهبت وجدت شيئاً من حالة التسيب هذه، يعني الدواوين الحكومية شغالة بنسبة أقل من «50 %» ولا يُحاسب أحد. لماذا؟
شكا لي عدة أشخاص مما يلاقونه من أراضي الخرطوم وخصوصاً الذين لهم علاقة بالمستشارة «ل.م»، فهذه المرأة المهمة، وجودها في مكتبها نادر جداً، وهي تحدد يوماً في الأسبوع للجمهور، ولكن منذ عدة أشهر صار وجودها شبه مستحيل، وخرجت أعذار مثل أن أمها مريضة. بالله هل يتوقف العمل على الأفراد مهما كانت براعتهم؟ ألا يوجد نائب مستشار أو مستشار أول ومستشار ثاني، وإذا ادلهمّ «ادلهمّ حلوة مش؟» عليه الأمر اتصل بالخارقة هاتفياً وشاورها في الأمر، ويجد الحل لمئات المواطنين الذين ينتظرون المستشارة أو مسؤولة الأراضي المسؤولة من تنظيم القرى.
مثل هذا النهج يدل على أن دولتنا متخلفة ونظامها الإداري يحتاج مراجعة من ألفها إلى يائها «from a to z» كما يقول الخواجات. هل نحلم بمراجعة الخدمة المدنية وقوانين العمل ونظام سير العمل. صناديق الشكاوى المعلقة على كثير من الجدران هل يتابعها المسؤول الكبير أم هي للزينة وادعاء الشفافية، وهل المواطن بهذا الوعي لحقه ويعلم متى يطلب ما له ومتى يؤدي ما عليه؟
هل قلة الأجور هي السبب؟ هل عدم العدالة في الأجور هو من الأسباب؟ وإذا ما رجعنا للأراضي، ما يمارسه المساحون ولنخرج من الحرج ونكون موضوعيين، بعض المساحين الذين يسلمون الأراضي لمستحقيها كيف يقومون بهذا العمل، هل وقف على «حركاتهم» أحد؟ من تسويف ومماطلة لا تزيلها إلا الرشوشة.
معليش الدنيا عيد، ولكن فرحة العاصميين بالتسيب هيجتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق