الأحد، 18 نوفمبر 2012

شكراً ...ولكن!!

  بتاريخ السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2012

الخبر:
«أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً يقضي بمنع احتفالات التخرُّج خارج الجامعات موجِّهاً إدارة الجامعات السودانية بإقامة احتفالات التخرُّج للطلاب داخل الحرم الجامعي وتحت إشراف إدارة الجامعة. وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة أسامة محمد عوض لـ «إس إم سي» أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور خميس كجو كندة استنكر إقامة احتفالات تخريج الطلاب بالصالات والأندية الليلية، منوهاً بأن بعض الروابط والاتحادات الطلابية درجت على إقامة حفلات التخرُّج خارج المباني مما أوجد سخطاً واستنكاراً واسعاً في أوساط الرأي العام نتيجة الظواهر السالبة التي تُمارَس في هذه الاحتفالات».
بعد أن تقرأ مثل هذا الخبر لا تمتلك إلا أن تقول جزى الله خيرًا وزارة التعليم العالي أن سمعت إلى أنّات الشارع بعد أن صار ما يمارس سيئاً بحيث تصعب كتابته. ونوقش الأمر في الصحف وغاية ما قدرنا الإفصاح عنه في هذا العمود هو حنّة الخريج ولم نستطع البوح بكل ما سمعنا. وناقشه مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وقال فيه د. تاج الدين صغيرون ما لم يقله فلان في فلان.
كل من يقرأ هذا الخبر يعلم أن ليس لوزارة التعليم العالي فيه إلا أن تمنع هيئة تدريسها وموظفيها من المشاركة في حفلات التخرُّج خارج الحرم الجامعي ولكن الخريجين وسمعت أن فيهم من يحتفل وهو راسب  ــ يكذب على نفسه وأهله ــ ليس لها من سلطة على الطلاب إذا ما استأجروا فناناً وأنوارًا ومكبرات صوت ونادياً وعاسوا كما شاؤوا في ليلة من ليالي الخرطوم مزعجة.
تشكر وزارة التعليم العالي أن قامت بكل ما في وسعها وهي تمنع حفلات التخريج الرسمية خارج الحرم الجامعي. بقى الدور على مجلس تشريعي الخرطوم أو وزارة الداخلية وأخصُّ أمن المجتمع الذي يجب أن يكون هو أدرى منّا بما يتم في مثل هذه الحفلات التي كنت مكتفياً بتسميتها حفلات «تهريج» ولكن ها هو الزمان يريني أن التهريج والإزعاج أقل ما يُفعَل فيها وما خفي أعظم!!.
بقي لا بد من تشريع قانون يعمم ما أقنع وزارة التعليم العالي بعدم قيام هذه الحفلات خارج الحرم الجامعي، وأن يكون لكل السودان، إذا انتقل الداء من العاصمة إلى عواصم ولايات أخرى، وقبل أن يستشري بواسطة السماسرة ومتعهدي مثل هذه الحفلات الذين لا يهمهم إلا الربح المادي فيجب تلافي الأمر قبل أن يستفحل ويزيد ويصبح عادة.
أعلم أن هذا ليس يومَ مثل هذه المواضيع والناس كلهم يرخون آذانهم ليعرفوا ما خرج به مؤتمر الحركة الإسلامية ولكن « كل ميسر لما خلق له». وننتظر مع المنتظرين بجديد من الحركة الإسلامية ولكن الذي رأيناه في الجلسة الافتتاحية يجعلنا نقول «المطر من رشتو والولد من تبتو» أي المقدمات تدل على النتائج.. ونسأل الله أن يسمعنا خيرًا ونستغفر الله من هذا التشاؤم.

ليست هناك تعليقات: