الجمعة، 12 أكتوبر 2012

عثمان كبر أميناً الى الأبد

الإثنين, 08 تشرين1/أكتوير 2012

الخبر الذي جاء من الفاشر لا ينبيء بخير، ويقتل الأمل في مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن الذي كتبنا عنه من قبل. بل يقتل كل أمل في تغيير أو إصلاح. أولاً لست لصيقاً بعثمان كبر ولا أعرف عنه خيراً كثيراً ولا شراً قليلاً، غير أنه والٍ لشمال دارفور ومكنكش بالعشرة أن لا يعقبه على المنصب ابن أنثى وهو حي يُرزق، وكأنه يقول أنا وحدي المكنكش ما هم كلهم مكنكشين من أعلى الهرم إلى أسفله.
هل يخلو حاكم من بطانة تزين له كل عمله وتصوره هو المنقذ الأول، وغيابه غياب العدل ووقوف التنمية وانحراف المسيرة، أروني حاكماً خلا من جوقة حوله تستفيد من وجوده ولا تريد غيره لمآرب خاصة. إلى الخبر الذي جعل  قلبنا يكاد يخرج من مكانه.
(جددت الحركة الإسلامية بولاية شمال دارفور ثقتها في أمينها العام عثمان محمد يوسف كبر، وقرر المؤتمر الثامن للحركة بالولاية في ختام أعماله أمس بالفاشر مخاطبة قيادة الحركة عبر مذكرة ضافية لاستثناء الولاية من موجهات الدستور الجديد للحركة، وذلك بعد سلسلة من الجلسات العاصفة والمداولات المثيرة بلغت ذروتها عندما أعلن المؤتمر صراحةً رفضه لموجهات الدستور المقترح للحركة الإسلامية المركزية بعدم التجديد لأمين الحركة بالولاية لأكثر من دورتين).
بالله، هؤلاء المطالبون بالتجديد لعثمان كبر ويرفضون التعديل الجديد الذي يقول لا زيادة على الدورتين مهما كان السبب. في كثير من بقاع الدنيا لا يجدد لرئيس أكثر من دورتين، وإذا أراد تكرار نفسه غاب عن المسرح لدورة ويعود مرة ثانية كما بوتين في روسيا، وساركوزي يتهيأ للعودة (رغم قلة أدبه المشهورة).
إذ لا يعقل أن يحكم الناس رجل واحد لعشرات السنين مهما كان خارقاً وأميناً. أين تعاقب الأجيال؟ أين العباقرة ؟أين الدعاة بحق؟ أين الغيورين على الدين؟ ألم تلد ولاية كاملة غير رجل واحد؟
أنا لا أعني عثان كبر بعينه، ولكن أية ولاية أو حركة تصور أن لا بديل غير هذا، هم طغاة أو مستفيدون وسيذهبون جميعاً طال الزمن أو قصر. أخي عثمان كبر أخذت فرصتك كاملة  في الحكم باسم المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو في كليهما، تنحَّ مشكوراً، فحواء والدة. ودع التاريخ يحكم عليك وليس الهتيفة ومجيرو مصائر الشعوب. ولا تحسب المتعة في الحكم فقط إن كنت حكمت حكماً عادلاً وقمت بدورك في (الحركة الإسلامية) لن تتوانى في الابتعاد لحظة واحدة لترتاح ويأتي غيرك. ألم تكرروا عشرات المرات إن لم يكن آلاف (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، ما الذي يجعلكم تصرون على الجلوس  على الكرسي عشرات المرات ولسان حالكم (لا أريكم إلا ما أرى). يبدو أن كرتاً جاهزاً يحمله أعضاء المؤتمر الوطني وهم في صورة الحركة الإسلامية الكرت الذي يقول للمركز إما كبر أو الانفلات الأمني. ولو في المركز رجال يؤمنون بالله لقالوا مدبر الأمر الله وليس الهتيفة.
كبر كفاك، كبر طولت، كبر افسح المجال لغيرك الذين هم أقدر منك كثيرون.

ليست هناك تعليقات: