الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
أنا
لا أغازلك عزيزي القارئ، ولكن أريد أن أسألك: كم مرة قرأت عبارة (بريد
السودان بريدك)، وكيف فهمت بريدك الأخيرة وهي تحتمل أكثر من معنى، الأول:
بريد السودان حقك، والثاني: بريد السودان بحبك.
كنت من الظانين أن البريد التقليدي قد حلّ محله البريد الالكتروني وهزمه بالضربة القاضية وأخرجه من السوق، ومعي ومع الظانين أمثالي ألف حق، لأنني لم أكتب على ظرف عنواناً منذ زمن بعيد ربما لعشر سنوات، بل أكثر. ولم أمرر على الصمغ الجاف لساني وألصق الظرف واضع عليه طابعاً بريدياً وأنتظر رداً بعد شهر، يزيد ولا يقل.
غير أني ما زلت أرى للبريد مبان كتب عليها: (سودابوست) وعند عبور أول محطة لتحصيل رسوم الطرق القومية تجد العبارة مكررة عدة مرات. وبين حين وآخر تتخطاك سيارة مكتوب عليها (بريد السودان بريدك) أو (سودابوست)، كل هذا والفكرة محدودة جداً في رأسي، هل كل هذا في زمن الإيميل!
غير أننا يوم دُعينا ونفر من الأصدقاء ،زملاء المهنة، لرئاسة سودابوست أو بريد السودان سمعنا في البداية ورأينا في النهاية ما سنسرده عليكم، انتظرونا! يقول محدثنا إن البريد يقدم عدة خدمات غير توصيل الرسائل، وحتى توصيل الرسائل خشم بيوت، فمنها السريع ومنها الممتاز ومنها المسجل، وهذا للمكاتبات المهمة جداً ولتبادل العينات التجارية وتبادل الدوريات بين الجامعات ومراكز البحوث، هذه كلها، عجز الإيميل حتى الآن من أن يقوم بها كما ينبغي، يمكن أن ترسل صورة عينة قماش مثلاً ولكن هذا لا يكفي، اللون وحده ليس كافياً لتحديد المواصفات.
ثم مع غلاء الطيران والنقل الجوي مازال البريد يقوم بخدمة توصيل الطرود، ولقد شهد رمضان الماضي آلاف الطرود القادمة من الخارج عبر صالة البريد الجمركية، وما تم هذا إلا بعد مقارنة سعر النقل الجوي والبحري بفئة الطرود التي تحكمها اتفاقيات عالمية وإقليمية مقر اتحاد البريد العربي.
غير ذلك من الخدمات التي يقدمها البريد هي الحوالات المالية لأطراف السودان المختلفة، وربما قائل يقول: والبنوك قاعدة تسوي شنو؟ أغرب ما في بنوكنا حتى اليوم هو عمولة الحوالات المالية التي تبدأ في أغلب البنوك بـ«17» جنيهاً، يعني لو عايز ترسل لطالب «50» جنيهاً ستدفع للبنك «17» جنيهاً، وتزيد العمولة كل ما زاد المبلغ ! شيء غريب كأنما البنك يحمل هذه الأموال على كتفه ! والحقيقة أن نفس الأزرار التي يضغطها الموظف للمليار أو للخمسين جنيهاً هي هي. بنك الراجحي يأخذ على الحوالة المالية الخارجية «24» ريالاً مهما كان مبلغها، سواء أكان دولاراً أو مليار دولار.
ونسبة لضآلة المعاشات لم تستطع المعاشات تحويل مبالغ المعاشيين عبر البنوك لغلاء العمولة، اليوم البريد يجد الساحة هكذا، ويبدأ في صرف المعاشات في أقاليم السودان المختلفة، وبهذا يكون وفرّ على هذه الفئة التي هي دائماً من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة. وثانياً البنوك تعقّد فتح الحساب وتشترط عليه عدة شروط، أما البريد يمكن أن يفتح حساباً بمبلغ «10» جنيهات.
الذي وقفنا عليه في الصالة الجمركية عمل متطور جداً ومحوسب ومربوط بـ«555» ألف مكتب بريد في العالم، ويمكن أن تعرف عبر الحاسوب أين وصلت رسالتك في أية لحظة منذ أن أودعتها إلى أن تصل إلى الطرف الآخر. طبعاً ليس للرسائل العادية، وإنما للبريد الممتاز.
هذا غير خدمات أخرى يبدو أن خدمة بيع الكهرباء أقلها توفيقاً ما لم يُعالج ما بها من تشوهات. ربّ قائل يقول: لماذا تكتب عن البريد وقد خصخص ولم يعد مؤسسة قطاع عام؟ أقول هو البديل لذلك البريد الوطني، وهو الآن لم يخصص لفرد ولكن للمعاشات أو الصندوق القومي للمعاشات والتأمينات وكلها مصالح عامة، تطورها يُفرح كل زول، والا مش كده يا أستاذ الكابلي؟
بريدكم كلكم.
كنت من الظانين أن البريد التقليدي قد حلّ محله البريد الالكتروني وهزمه بالضربة القاضية وأخرجه من السوق، ومعي ومع الظانين أمثالي ألف حق، لأنني لم أكتب على ظرف عنواناً منذ زمن بعيد ربما لعشر سنوات، بل أكثر. ولم أمرر على الصمغ الجاف لساني وألصق الظرف واضع عليه طابعاً بريدياً وأنتظر رداً بعد شهر، يزيد ولا يقل.
غير أني ما زلت أرى للبريد مبان كتب عليها: (سودابوست) وعند عبور أول محطة لتحصيل رسوم الطرق القومية تجد العبارة مكررة عدة مرات. وبين حين وآخر تتخطاك سيارة مكتوب عليها (بريد السودان بريدك) أو (سودابوست)، كل هذا والفكرة محدودة جداً في رأسي، هل كل هذا في زمن الإيميل!
غير أننا يوم دُعينا ونفر من الأصدقاء ،زملاء المهنة، لرئاسة سودابوست أو بريد السودان سمعنا في البداية ورأينا في النهاية ما سنسرده عليكم، انتظرونا! يقول محدثنا إن البريد يقدم عدة خدمات غير توصيل الرسائل، وحتى توصيل الرسائل خشم بيوت، فمنها السريع ومنها الممتاز ومنها المسجل، وهذا للمكاتبات المهمة جداً ولتبادل العينات التجارية وتبادل الدوريات بين الجامعات ومراكز البحوث، هذه كلها، عجز الإيميل حتى الآن من أن يقوم بها كما ينبغي، يمكن أن ترسل صورة عينة قماش مثلاً ولكن هذا لا يكفي، اللون وحده ليس كافياً لتحديد المواصفات.
ثم مع غلاء الطيران والنقل الجوي مازال البريد يقوم بخدمة توصيل الطرود، ولقد شهد رمضان الماضي آلاف الطرود القادمة من الخارج عبر صالة البريد الجمركية، وما تم هذا إلا بعد مقارنة سعر النقل الجوي والبحري بفئة الطرود التي تحكمها اتفاقيات عالمية وإقليمية مقر اتحاد البريد العربي.
غير ذلك من الخدمات التي يقدمها البريد هي الحوالات المالية لأطراف السودان المختلفة، وربما قائل يقول: والبنوك قاعدة تسوي شنو؟ أغرب ما في بنوكنا حتى اليوم هو عمولة الحوالات المالية التي تبدأ في أغلب البنوك بـ«17» جنيهاً، يعني لو عايز ترسل لطالب «50» جنيهاً ستدفع للبنك «17» جنيهاً، وتزيد العمولة كل ما زاد المبلغ ! شيء غريب كأنما البنك يحمل هذه الأموال على كتفه ! والحقيقة أن نفس الأزرار التي يضغطها الموظف للمليار أو للخمسين جنيهاً هي هي. بنك الراجحي يأخذ على الحوالة المالية الخارجية «24» ريالاً مهما كان مبلغها، سواء أكان دولاراً أو مليار دولار.
ونسبة لضآلة المعاشات لم تستطع المعاشات تحويل مبالغ المعاشيين عبر البنوك لغلاء العمولة، اليوم البريد يجد الساحة هكذا، ويبدأ في صرف المعاشات في أقاليم السودان المختلفة، وبهذا يكون وفرّ على هذه الفئة التي هي دائماً من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة. وثانياً البنوك تعقّد فتح الحساب وتشترط عليه عدة شروط، أما البريد يمكن أن يفتح حساباً بمبلغ «10» جنيهات.
الذي وقفنا عليه في الصالة الجمركية عمل متطور جداً ومحوسب ومربوط بـ«555» ألف مكتب بريد في العالم، ويمكن أن تعرف عبر الحاسوب أين وصلت رسالتك في أية لحظة منذ أن أودعتها إلى أن تصل إلى الطرف الآخر. طبعاً ليس للرسائل العادية، وإنما للبريد الممتاز.
هذا غير خدمات أخرى يبدو أن خدمة بيع الكهرباء أقلها توفيقاً ما لم يُعالج ما بها من تشوهات. ربّ قائل يقول: لماذا تكتب عن البريد وقد خصخص ولم يعد مؤسسة قطاع عام؟ أقول هو البديل لذلك البريد الوطني، وهو الآن لم يخصص لفرد ولكن للمعاشات أو الصندوق القومي للمعاشات والتأمينات وكلها مصالح عامة، تطورها يُفرح كل زول، والا مش كده يا أستاذ الكابلي؟
بريدكم كلكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق