الثلاثاء، 4 مايو 2021

المَخْرج

 

المَخْرج

يبدو لي أن أول براءة ذمة في التاريخ كانت من والي اليمن عروة بن محمد يوم قال لهم: يا أهل اليمن هذه راحلتي وهذا سيفي وهذا مصحفي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق. وحكم اليمن عشرين سنة وخرج حين خرج على راحلته ومصحفه وسيفه فقط.
دعونا نتفاءل قدر المستطاع وأكثر بأن هذه الحكومة الجديدة ستخرج السودان لواقع غير الذي هو فيه الآن ونعين على ذلك قدر المستطاع. يبدو أن مشاكل السودان كما يشخصها العارفون تكمن في الإدارة والإرادة. غير أني أرى المشكل بوضوح أكثر من ذلك أن كثيراً من الناس يريد السودان أن يتقدم ويتجاوز هذه الصعاب بشرط وحيد هو دون المساس بمصالحه الخاصة. مثلاً ملك الدقيق يريد هذا الامتياز الى أبد الآبدين لا يريد منافساً ولا ناصحاً هو من يحدد حاجة السودان من القمح ومتى يُطحن وأين يطحن وكيف يوزع ومتي يقرص الحكومة حتى تخرج له ما يريد من العملات. ويبتسم ابتسامة المنتصر ويذهب بالدولارات حيث يشاء ويخرج دقيقه لمعجناته اولاً وما تيسر للخبز. والويل للحكومة ان سألته عن الضرائب.
الذهب هذا المعدن النفيس، الا هنا، من يستطيع أن يقترب منه؟ ومعلومة أن الفرق بين المُنتج والمصدّر بالقنوات الرسمية كبير جداً طريقة التعدين وطريقة الشراء كلها خلل ولا تجني البلاد منه الا السراب. ماذا لو أوقف التعدين تماماً الى أن توضع كل خطواته تحت سيطرة الدولة ومنفذ واحد هو البنك المركزي؟ قطعا الأمر يحتاج صراعاً مع مافيا التعدين ويبدو لي خير سلاح هو كشف كل صغيرة وكبيرة بخصوص الذهب إعلامياً. الذين يخافون من الناس أكثر من خوفهم من الله كُثر.
الصمغ: قرأ الناس تحقيقاً من إصدارة عالمية أن عائد فرنسا من الصمغ السوداني 11 مليار سنوياً. ليقف تصدير الصمغ ثلاث سنوات الى أن تنحني فرنسا أو غيرها وتأتي بتكنولوجيتها التي ترفع قيمة الصمغ عن شراكة يكون المنتج هو المستفيد الأول حتى تصبح عمالة الصمغ ملايين الشباب الذين لا يجدون عملاً الآن.
الجرح الغائر الضرائب كم مرة حاول ديوان الضرائب ان يطبق نظاماً ضريبياً عادلاً ووقف الكبار ضده وصار دافعو الضرائب هم الطلاب على بؤسهم وصغار الموظفين والقطط السمان تمرح بلا ضرائب.
كل ذلك يريد رجالاً لا ينشغلون بالصغائر ويتركون هؤلاء الصغار في بؤسهم السياسي وتناحرهم الذي أضاع الزمن وأخرج العقلاء من دائرة الحدث وأفقد البلاد أصوات العقلاء والعلماء وسرح ومرح فيها قطيع وفلول لا يدرون من يوجههم ولمصلحة من يعملون مثلهم كمشجعي كرة القدم. الاقتصاد كحركة الدمينو يتدحرج بسرعة نحو الأسفل ونحو الأعلى واقتصادنا بلغ نهاية السقوط دعونا نقلب في الاتجاه الآخر وتحريك قليل للزراعة سيحرك قطار الاقتصاد.
وكل هذا يريد دولة قانون وجيش وشرطة وأمن لا باع لهم في السياسة.

ليست هناك تعليقات: