الثلاثاء، 4 مايو 2021

تعويم الفقراء

 

تعويم الفقراء

استفهامات || احمد المصطفى إبراهيم

 

 

فبراير 1992 م وضع السيد عبد الرحيم حمدي سياسة متكاملة لتحرير الاقتصاد وكلما ظهر اثر سالب لسياسة تحرير الاقتصاد تلك يرد السيد عبد الرحيم حمدي ويقول التطبيق لم يكن شاملاً لسياسة التحرير الذي فيه بند واسع لمعالجات الأسر الفقيرة ولكن الحكومة كعادتها أخذت بالذي يملأ خزانتها وتتجنب الصرف. (إن لم يكن رد السيد عبد الرحيم بهذا النص ولكن هذا معناه).

منذ ذلك اليوم والى يوم الناس هذا كلما وضع اقتصادي مبضعا بلا بنج ويتوقع منه صراخ المرضى تبسم وقال لنا خطة لمعالجة الآثار السالبة على الفقراء. كل من مد يده لتحرير اقتصاد ورفع دعما عن سلعة يعلم جيداً إيجابيات وسلبيات القرار ويتبع ذلك بأنه سيعالج سلبيات القرار. وتبين الأيام انه لن يفعل شيئاً ويزداد الفقر وتزداد الجريمة ويقل الأمن. ( لو قلنا ثورة جياع سيقولون فلول خلاص المواصلات فااااضية فكوا الحزام فكوا الحزام كما قال عادل امام).

تكررت مقولة سنعالج الأسر الضعيفة بعد كل قرارات الاقتصاد حتى قرار تعويم الفقراء بالأمس عفوا تعويم الجنيه ونريد ان نستفهم هل هناك إحصاء للفقراء وقبل ذلك هل هناك معيار للفقر وهل هناك تعريف دقيق للفقر هنا تحضرني طرفة لا ادري هذا مكانها ام لا؟ كنت مدرسا في السعودية في قرية صغيرة وكان الراجحي يُقسم الزكاة بعربة جمس تحوم القرى ذهب فراش المدرسة واستلم زكاة الراجحي وعاد سألناه يا فلان لك دكان وعدد كبير من الأغنام ومرتب كيف تأخذ الزكاة كان رده: أنا بالنسبة للراجحي فقير) كيف سنعرف الفقر في بلادنا وكم نسبة الفقراء وكم ستعطى كل اسرة شهرياً.

هذا عمل مضني يحتاج همة لا اراها في سياسيينا كلهم مستعجلين ويريدون الساهلة فقط. هل يبدأ الاقتصادي الجاد بالقرار ام برصد كل ما يتعلق به؟

بمناسبة الإحصاء هل تصدق عزيزي القاري أن آخر إحصاء زراعي كان 1964 م . كم من المياه سرت تحت الجسر منذ إحصاء 2014 م؟

طبعا لا يمكن ان نطالب بوقف تعويم الجنيه الى ان يحدد أثره على الفقراء وتحديد من هم الفقراء وأين نجدهم (طبعا لقلتهم في دولة عمر بن عبد العزيز هذه سيكون البحث عنهم مضنٍ جداً.)

المركز القومي للإحصاء والمركز القومي للمعلومات بالله هل سألكم أحد قبل اتخاذ هذا القرار؟ هل يقوم هذان المركزان بدورهما كما ينبغي هل هناك من العقبات التي تقف في طريقهما يبحثان لها عن حل. الذي اعرفه ان للمركز القومي للمعلومات عشرات الحلول لمشاكل اقتصادية يمنعه منها أعداء التطور وأصحاب المصالح الخاصة.

في تقديري وأتمنى ان أكون مخطئاً لم يبدأ بناء الدولة السودانية حتى الآن وكل العقود الستة هذه التي أعقبت الاستقلال طق حنك وتحكم هواة برطعوا بلا أسس وبلا رقيب.

ننتظر من السيد وزير المالية الذي عوّل عليه الناس كثيرا أن يرينا معالجات سلبيات قرار تعويم الجنيه ومتى تطبق؟ وكيف؟

الاخوة في التحرير الكهرباء قاطعة معذرة الأخطاء

ليست هناك تعليقات: