الثلاثاء، 4 مايو 2021

رسوم الرش وغياب المزارع

 

رسوم الرش وغياب المزارع

استفهامات || احمد المصطفى إبراهيم

 

 

أعترف لكم بجهلي كمزارع، حتى صباح يوم الأحد 21/3/2021 م، في تفسير ما يتحصل من مزارع مشروع الجزيرة باسم رش القمح. وكثر احتجاج المزارعين على هذه الرسوم التي يدفعونها مقابل رش لم يروا طائراته ولو بالخداع ربما تكون طائرات الرش قابعة في مطاراتها الترابية المنتشرة في عدة اقسام وربما لا تكون.
الذي جد بعد أن سمعت من المزارعين أن هذه رسوم الرش غريبة جدا ما اغرب منها الا التبرع بنصف جوال قمح لإعمار مشروع الجزيرة وهذه قصة أخرى نعود اليها أن امد الله في الآجال. في ذلك الصباح اتصلت بالسيد محافظ مشروع الجزيرة د. عمر مرزوق وشرح مشكوراً سبب تحصيل هذه الرسوم والذي جاء فيه أن هذه الشركات تكون جاهزة لأي استدعاء رش إذا ما حصلت آفة هذه الجاهزية تكلف الشركات تعاقدا مع طيارين وغالباً ما يكونون أجانب وتجهيز مبيدات بأثمان كبيرة ووقود، لذا يجب أن لا تتحمل الشركات كل هذا وعلى المزارع أن يشارك في هذا الصرف وتحسب على المزارع رُبع رشة ولو لم ترش حواشته. وبالمناسبة تكلفة ربع الرشة هذه السنة 520 جنيه للفدان الواحد.
اتصلت على صديقي كابتن طه الكباشي صاحب شركة رش وتطابق قوله مع قول محافظ المشروع. وطرحت عليه سؤالاً بعد إذن ألا يزعل الا يوجد بديل للرش بالطائرات؟ أجاب: اذا تطور المزارع يمكن أن يمتلك كل الآلات.
أسأل هل تشتري هذه الشركات هذه المبيدات كل سنة؟ بمعنى آخر هل صلاحية هذه المبيدات سنة واحدة؟ ولو فرضنا مدة صلاحيتها خمس سنوات هل يدفع المزارع ربع قيمتها كل سنة ويكون دفع كل سعرها في أربعة مواسم وهي قابعة في مكانها؟
هذا الداء قديم ولكن سهولة الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي طفت به الى السطح وصار على كل لسان. السؤال الآن من يقرر هذه الرسوم؟ وكيف؟ وهل المزارع مشارك في عملية تحديد هذه الرسوم؟ وهل عملية الرش تطرح في عطاءات تتنافس عليها شركات رش مقتدرة منها من يتحمل التجهيز ويكفي المزارع شر شختك بختك هذه؟ ومن يقرر الرش ومتى وأين؟
كيف تحصل هذه الرسوم؟ في يوم حصاد القمح يتعرض المزارع لعملية لي ذراع اما أن يدفع كل ما يطلب منه تبرع مقنع او غير مقنع او رش او رسوم ماء او رسوم إدارة لم ترها طوال وقت الزراعة. كل ذلك اما أن يدفعه او لا يسمح له بحصاد قمحه وسيكون معرضاً لمخاطر كثيرة منها الحريق وهجوم الحيوانات على القمح اذ يصعب حراسة الحواشة غير المحصودة من بين الحواشات المحصودات.
بلي الذراع والابتزاز يدفع المزارع كل ما يطلب منه ويبكي اليوم الذي زرع فيه قمحاً رغم انه اكثر المحاصيل سهولة في الزراعة حيث انه ممكنن كله.
نفصل في عمود لاحق بإذن الله، منغصات زراعة القمح في مشروع الجزيرة.

ليست هناك تعليقات: