الثلاثاء، 4 مايو 2021

خُمس مشروع الجزيرة

 

خُمس مشروع الجزيرة

بعيداً عن كل النقاش الذي يدور هذه الأيام في وعن مشروع الجزيرة أريد أن أغرد خارج السرب وليتني أطرب العاقلين.
لا أظن أن على سطح الكرة الأرضية من يملك عشرين فداناً صالحة للزراعة وهو فقير إلا مُزارع مشروع الجزيرة. الأسباب عديدة وبعضها يمكن تجاوزه إذا توفرت إرادة وإدارة ومال وكل ذلك لم يحدث منذ زمن بعيد كل المحاولات التي تجري كانت عبارة عن رومانسيات وحنين إلى الماضي وخوف من الابتكار والتجديد ويحق لغير المقتدر أن يخشى الابتكار والتجديد.

عفواً أطلت المقدمة.
مساحة مشروع الجزيرة 2,2 مليون فدان. كانت مقسمة إلى دورة رباعية (أي للمزارع أربع مساحات تختلف مساحتها من شخص لآخر حسب مساحته الكلية). في مطلع التسعينيات حولت إلى دورة خماسية وذلك لتحويل الخامس إلى حيواني وبستاني ومجمله 440 ألف فدان. أقيمت الدورة الخماسية ولم يمض التحول إلى إنتاج بستاني وحيواني كما خطط له لعدة أسباب أولها الخطة وثانيها التمويل.

اليوم هذا المزارع الفقير يشتري اللبن ولا مكان له ليربي فيه حيواناً أو حيوانات لضيق مساحات القرى مع مرور الزمن وتكاثر السكان. والسودان يستورد سنوياً الباناً بمبلغ 700 مليون دولار.
حل المشكلة وتطوير الاقتصاد أن تُستغل مساحة (التِلات) الخامس في تربية الحيوان وذلك بالدخول في شراكة استثمارية مع شركة بريطانية أو أمريكية أو فرنسية أو ألمانية تطرح في منافسة عالمية تضع كل شركة منافسة ما ستقدمه وما تتوقعه من إنتاج وطريقة العلاقة بينها والمزارع ودورها في تدريبه وتطويره على مدى زمني يحدد باتفاق بين الطرفين حيث تكون المصلحة مشتركة لكلا الطرفين يكون للشركة الفائزة المقدرة والتجربة في هذا المجال تتولى هذه الشركة بعد ان تحدد لها المساحة الكلية على أن تبدأ في تدرج مثلاً 20% من المساحة الكلية المستهدفة وتضع فيها كل تكنولوجيا الغرب الحديثة وتحول هذه المزارع إلى قبلة يسترشد بها في كثير من بقاع السودان بعد أن تكمل في مشروع الجزيرة. ويظهر أثرها على الاقتصاد السوداني الكلي وبعد أن تحول المُزارع من واقعه البائس وتربح الشركة ما شاء الله لها أن تربح.

ما الذي يقطع مثل هذا الحلم؟ أخشى عليه من المستفيدين من احتكار سوق الألبان الذين لا يريدون السوق إلا لهم وحدهم. وأخشى عليه من جماعة سنعيده سيرته الأولى وأخشى عليه من إنا وجدنا الإنجليز لم يفعلوا هكذا.
أكاد أرى هذه المزارع الحديثة تدر ألباناً يتناولها المستهلك من أطراف المَزارع المسفلتة والمضاءة وبماكينات وبطاقات ذكية كل زبون يحدد من الشاشة حاجته ويدفع ما عليه ويستلم حليبه في إناء نظيف، وعلى الطرف الآخر السيارات المبردة بخزانات الاستينليس استيل تجوب العاصمة لتوزع ألباناً نظيفة مكتوب على جنباتها (البان الجزيرة). كم من العاملين سيوظف مثل هذا المشروع؟ وكم من البياطرة سيطور ويدرب ويشغل؟
ابن حلال يفتح الباب عطاء عالمي.

ليست هناك تعليقات: