أريد أن اشكر ولاية الخرطوم لاستجابتها لمقال سابق بعنوان (يا والي الخرطوم اتجه جنوباً). شكروا من رأى الهلال ورد كمان هناك هلال آخر. (الخرطوم دي حقت زول؟)
لم أر من مدن العالم كثيرا، غير أني عشت سنين عددا في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض،وزرت ابوظبي ودبي والشارقة والعين والقاهرة في هذه المدن ما رأيت ما تشبه الخرطوم؟ ولا حتى خرطوم أولاد ام درمان الباكين على زمنهم الجميل خرطوم الستينيات والسبعينيات.
في هذه المدن لم ار حيواناً هائماً في الطرقات ناهيك عن مُراح مستريح على الآخر وأعلافه أمامه ليس يوماً او يومين بل طول أيام السنة. في تلك المدن وقطعاً في كل مدن العالم المتحضر الطرقات ليست مكاناً لعرض الخراف ما رأيت باريس ولا لندن ولا أنقرة لكن قطعاً ليس فيها خراف تعرض على قارعة الطريق وحولها رجال يشترونها وآخر من يعلم عنها شيء هم البياطرة وضباط المحليات.
في مدينة الرياض، السعودية‘وليس حي الخرطوم المتيمن بها وهي منه بريئة، توجد حظائر محترمة ونظيفة، حول مسلخٍ أكثر منها نظافة ويغسل عشرات المرات في اليوم، هذا قبل ربع قرن لا أدري كيف هو الآن قطعاً تطور تطوراً شديداً. تشتري الخروف ويحول الى المسلخ وفي دقائق تستلم لحماً نظيفا ولا تشغلك مخلفاته من اظلاف وجلد وما بداخل الحشى.
لو جاء خليل فرح وطاف بعاصمتنا لقال (مرتع الخرفان في الشوارع).
بعد هذه المقدمة أتمنى أن تكون موفقة. ندلف الى مشكلة اليوم وما أكثر المشاكل وما أقل الحلول.
ظاهرة بيع الخراف في الشوارع الرئيسة في العاصمة السودانية في تمدد وازدياد وقطعا بدأت في يوم من شخص واحد وربما يكون في موسم عيد اضحى يصعب تحديد تاريخه، وعندما لم يجد من يخطط له ويحدد له مكاناً متخصصاً للعرض بمقابل أو بغير مقابل استمرأ الهواء الطلق غير مكترث بما تحدثه مخلفات الخراف من روائح واوساخ على الطرقات ومنظر مؤذٍ.
بمتوالية هندسية انتشرت الظاهرة وهي كل يوم في ازدياد. ويمكن لكل عابر بطرق الخرطوم الرئيسة أن يشاهد آلاف القطعان على الطرقات في انتظار البيع ومن ثم الذبح أمام المنازل وما يسببه ذلك في الأحياء من أذى.
طبعا لا ادعو لإصدار قرار مستعجل بمنع هذه التجارة على الطرقات ومن يفعل يحاكم ويغرم ويسجن هذا ليس حلاً الآن.
لكن على السلطات والمختصين من الوالي الى أصغر موظف ونبدأ بمهندسي تخطيط المدن، إن وجدوا ضمن قائمة موظفي ولاية الخرطوم، أن يبحثوا الأمر من كل جوانبه بدراسة مستفيضة من اين تأتي هذه الخراف وأكثر الاحياء استهلاكاً وانسب مكان لعرضها ومسلخ ممتاز أو مسالخ ممتازة وسيكون عائد الجلود فقط إذا ما عولجت جيداً هو استرداد رأس المال.
وسيكون حول المسلخ عيادات بيطرية وأسواق علف نظيفة وإذا ما وجدت من يحول مخلفاتها الى طاقة ستكفي لتشغيل المسلخ.
الموضوع مهم وطلب مني صديق عزيز لن اذكر أسمه لأنه مشهور جداً أن اكتب عنه أتمنى ان أكون وفقت في طرحه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق