الثلاثاء، 4 مايو 2021

مشروع الجزيرة بخير إذا…… (2 -2)

 

مشروع الجزيرة بخير إذا…… (2 -2)

استفهامات || أحمد المصطفى إبراهيم

بعد أن أثبتنا أمس أن مشروع الجزيرة بخير ولم يدمر وكل الظواهر التي ذكرناها في زاوية الامس هي رومانسيات موظفين وليس للمزارع يد فيها ولا تهمه بكثير شيء؟
الواقع الآن عدة جهات تتحدث باسم مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل لا نشك في اخلاصهم وحسن نواياهم، غير أن كثيرا منهم به جرثومة سياسية ورثوها من احزابهم التي كانت تراهن بورقة مشروع الجزيرة وفي تجيير تبعية المزارعين الى الحزب لا يستثنى من ذلك حزب الأمة ولا الاتحادي الديمقراطي ولا الشيوعي وكثير من هذه الأحزاب وبالإضافة للمؤتمر الوطني الذي جاء أخيراً بنفس النهج إن لم يكن أسوأ. كل الاحزاب كانت تبطن مصلحة الحزب قبل مصلحة المزارع؛ ووسائلهم لذلك كثيرة.
المتحدثون باسم المزارعين وكل يدعي شرعية تمثيله وبطلان تمثيل المزارعين عكازتهم القوانين من قائل الرجوع الى قانون 1984 هو الحل متناسياً عشرات التغييرات التي طرأت بعد هذا التاريخ القديم المقيد للزراعة والمزارع وجاعل المزارع أجيرا في حواشته ليس له حرية في أي جزء من أجزائها ولا يخطو خطوة الا بأمر الإدارة التي ورثوها من المستعمر.
منهم من يرفع عقيرته بإلغاء قانون 2005 م والمعدل في 2014 ولا لعيب فيه الا أن الذين وضعوه خصومه السياسيون التقليديون. ومعلوم أي قانون يأتي بعد الآخر يكون أفضل منه معالجاً لعيوب القانون السابق ويضيف اليه التعديلات التي ثبتت حاجتها الى التعديل. عدة جهات الآن التحالف والحراك والتسيير ومجلس الإدارة لا يجمع هؤلاء الا الجغرافيا. لم يكلف أي من هذه الجهات عرض رؤيتها لما يريد عليه مشروع الجزيرة غير التشفي من الخصوم وهدم ما بنوا صالحاً ام طالحاً المهم محو آثار الخصم. الآن جاء دور إذا…….
إذا كفَّ السياسيون تدخلهم في مشروع الجزيرة سينهض ويكون خيره على المزارع والبلاد كبيرا. المطلوب الآن ليس اشخاصا ولا أسماء ولكن المطلوب خطط وبرامج قابلة للتنفيذ تطوير اداري وهذا يتطلب علم إدارة اقتصادية وليس زراعية مطلوب تطوير تقاني ومواكبة زراعية. انتهى دور الزراعة التقليدية العالم الآن مليء بالأبحاث التي جعلت الزراعة صناعة قدر ما تعطيها من حزم تعطيك عائداً حتى كمية الماء صارت محسوبة كمدخل من مداخل الإنتاج وهذا ما لا يشغلنا كثيرا كمزارعين منَّ اللهُ عليهم بري انسيابي قليل التكلفة إن أُحسنت ادارته وطُوِر تطويراً حد شراء الماء بالمتر المكعب عبر عدادات الكترونية.
أكثر الأشياء غيابا في الحديث الدائر بين من يقودون المزارعين بعدهم عن القواعد ولا اعتبار عندهم للمزارعين وهم في نظرهم قطيع يجب أن يساق دون أن يُسأل عما يريد، متناسين أن مزارع اليوم ليس مزارع العهود السابقة معظم مزارعي اليوم متعلمون ويمكنهم أن يقرأوا ويدلوا بمطالبهم وشكواهم اذا ما وجدوا قناة لذلك او وجدوا من يسمع منهم. تهميش هذه القواعد طال كثيرا والمُهمِشون السابقون كانوا يسترزقون من جهل القواعد الآن لا مانع من الاسترزاق ولكن بشراكة تأتي بالخير للقائد والمزارع.
ليكن التنافس على الخطط والرؤى لا على الأسماء والأحزاب.

ليست هناك تعليقات: