الثلاثاء، 4 مايو 2021

يا والي الخرطوم تحرك جنوباً

 

يا والي الخرطوم تحرك جنوباً

استفهامات || أحمد المصطفى إبراهيم

في هذه اللحظة التي اكتب فيها، الكهرباء قاطعة، الموية قاطعة، الغاز قاطع، البنزين قاطع، الجازولين قاطع. رغم كل ذلك سأكتب عن أمر آخر.
أخي القارئ هل تملك قطعة أرض ولها شهادة بحث في مكان ما داخل ولاية الخرطوم وتحتفظ بها في حصن حصين من بيتك، وتداريها من عيون الناس خوفاً من العين لأن سعر قطعتك كل يوم في ازدياد، وأن شهادة البحث التي تثبت ملكيتك لتلك القطعة مستخرجة من الجهاز القضائي دائرة تسجيل الأراضي. ونائم على العسل كما يقولون. لا تزعل مني إن قلت لك (موصها واشرب مويتها) فقطعتك لو كانت جنوب الخرطوم الله يعوضك حقك راح جهارا نهاراً.
في ظل غياب الدولة وحالة الانفلات الأمني الذي تشهده الخرطوم وانتقل لولايات أخرى، هجم بعض المواطنين على مربعات مخططة وموزعة بشهادات بحث لملاك اشتروها من حر مالهم من الولاية او ممن اشترى من الولاية. وهذه المخططات تنتظر الماء والكهرباء ليقوم الملاك بالبناء ولا أدرى على من هاتين الخدمتين. المخطط على طريق الهوا الحي الدبلوماسي يراه كل من يمر بالطريق.
الأسبوع الماضي هجم مواطنون على هذه المخططات وشرعوا في بناء عشوائي داخلها طبعا بدأها واحد وانتشر الخبر إن هذا الواحد لم يجد من يعترضه من الأجهزة الأمنية لا شرطة ولا أجهزة الولاية التي تحارب السكن العشوائي. ولما لم يوقف الواحد أحد صاروا في اليوم الثاني عشرات وبدا الهجوم كاسحاً كل يبني ما يشاء وكيف يشاء ومتي يشاء وساعدهم بعض ضعاف النفوس من باعة الطوب والبلوك والرملة والماء بأن وفروها لهم بسرعة مبالغ فيها وصارت مواد البناء في متناول كل من يريد. بعضهم لا يستطيع الشراء وشيد راكوبة.
والولاية نائمة في العسل وأصحاب قطع المخطط ما جايبين خبر.
في الأذهان مشكلة سوبا الأراضي. عندما ارادت الحكومة محاربة السكن العشوائي واعتدى السكان على مركز الشرطة وقتلوا وحرقوا وكيف تمت محاكمة المعتدين. حتى لا يتكرر هذا بتكلفةٍ باهظةٍ من قتل للأنفس (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً).
على ولاية الخرطوم ان تُعمِل قانونها وأجهزتها لقتل هذه الفتنة في مهدها قبل ان تستفحل ويسكن المواطنون وقد يطالبوا الولاية بتعويض كمهر لخروجهم من ارض الغير. لكل ذلك نتحدث مع ولاية لم تستطع فتح الشوارع من الباعة المتجولين في السوق العربي والسوق المركزي وولاية عاجزة عن جمع القمامة من الشوارع. كل ذلك يمكن احتماله الا أن احتمال التفلت الأمني لدرجة التعدي على أرض الغير نهارا وبهذه الطريقة الغريبة، ليس واحداً اخطأ او توهم او اشتبه بل هو موقن انه متعدٍ على ارض مملوكة لشخص آخر. وما حفزه لذلك الا ضعف الحكومة الأمني.
يا والي الخرطوم يا وزارة التخطيط العمراني إن لم يحسم الأمر بسرعة سينتقل الى كل المربعات غير المشيدة والنار من مستصغر الشرر.
حرية سلام وعدالة.

ليست هناك تعليقات: