من أين جاء هذا السلوك؟ منْ بدأه في بلادنا؟ ما يسمى (بالنقطة) وهو إلقاء الأوراق المالية على المغنية أو ما تسمى بالقونات ومفردها قونة أكون شاكراً لو تطوع أحد القراء وشرح لي معنى كلمة قونة. لكن من واقع الحال وحسب ما سمعت مرة مجبراً أمام محل تبث منه واحدة أظن اسمها الجبلية، هي ان تردد عبارات وأسماء مع آلات موسيقية عالية الصوت وأها أها أها عشرات المرات. ويقال القونة هي التي تغني لتنثر الفلوس على وجهها ورأسها من الهُبل من الرجال أو الشباب ولابد ان يكونوا غائبي الوعي اذ كيف ينثر عاقل ماله هكذا لمجرد أن يسمع اسمه من الميكرفون؟
متى بدأت عادة النقطة آسف ليست عادة وإنما ظاهرة. وهذا المُنقِط غائب الوعي كيف حاله صباح اليوم التالي؟ كم من أقربائه لا يجد طعام يومه؟ كم من جيرانه بات جائعاً وهو يعلم؟ كم عدد الفقراء في عائلته في حيه في قريته وكم نثر عليهم من الفلوس؟
هذه القونة كيف تستحل هذا المال طبعا خاضت فيما هو أكبر من أكل أموال الناس بالباطل. وبالمناسبة سمعت ان لهن حراس بالعشرات يقومون بحراستهن، يا سبحان الله ويا له من إنتاج، يترك رجل كل سبل كسب العيش من زراعة وتجارة وعمل يدوي (ليباري) القونة لتجود عليه من نقطتها ويأكل من قصعتها.
الأوراق المالية اليس لها قوانين تحفظها؟ الجميع يعلم أن الكتابة على العملة الورقية ممنوعة ولها عقوبة. منْ شرَّع هذا هل أدرج إلقاء العملة على الأرض منثورة وتطأ بالأرجل والأحذية؟ أيهما أشد بشاعة الكتابة على العملة ام نثرها على رؤوس القونات ووجوههن؟
عموما الجو الذي تنثر فيه العملة على القونات كله غير رشيد إذ هو صخب وليس طربا، ومرتادوه جلهم ان لم نقل كلهم ليس فيهم ما يشغله ما ينفع الناس ووقتهم رخيص جداً أكاد أقول لا قيمة له ومن لا قيمة لوقته ربما نتدرج ونقول حياته كلها بلا قيمة.
المطلوب معالجة أمر النقطة بقانون ومن ثم بتوعية هؤلاء المبذرين إخوان الشياطين. بالله من تعب على ماله هل ينثره بهذه الطريقة؟ أشك في كسب كل من يتعامل مع المال بهذه الطريقة وهؤلاء تعدوا طور السفيه، والسفيه الذي لا يحسن التصرف في ماله، كيف تصف هؤلاء.
وبعد الشروع في كتابة هذا العمود علمت ان تشريعا صدر يمنع هذه العادة عادة النقطة وفرض غرامة مليارية على فاعلي النثر لم أتمكن من معرفة هل هو ولائي ام اتحادي. نريد قانوناً لكل السودان وليس لولاية الخرطوم فقط وهي أس البلاء دائماً؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق