الثلاثاء، 4 مايو 2021

الخرطوم لا أمل

 

الخرطوم لا أمل

فكرت مرة في الكتابة عن تسمية شوارع الخرطوم وترقيم منازلها كما هو حال المدن في زمن سابق على لوحات تضع في واجهة كل منزل. هذا قبل أن تضاف رموز الكمبيوتر التي تعرف بال QR حيث تدرج كل معلومات المنزل وتقرأ للمفوض بذلك التي أضيفت لرقم المنزل وشارعه وحيه.
استبعدت الفكرة تماماً بعد أن قادتني إطارات سيارتي إلى جنوب الخرطوم حيث الفوضى المعمارية تضرب اطنابها حيث لا تعرف اين الشارع وأين السوق وما هو المنزل ومن أي مواد البناء بُني؟ .
بالأمس مررت على ما كان يسمى السوق المركزي للخضار لم أجد السوق ولا ما حوله من شوارع.كل المساحات تحولت الى فرشات خضار وفواكه في قلب الشوارع ولم يتبق من الشارع الا متر واحد في غياب تام للمحلية والصحة والبيئة والمرور. المحير لمن تباع هذه الفواكه المعروضة بين الغبار وعوادم السيارات والمرشوشة بماء، الله اعلم بنظافته. (لا داعي للحديث عن أسعارها).
أضف الى ذلك آلاف الركشات التي لا تعرف من قواعد المرور والذوق الا ما يخدم مصالح من يقودونها. أما طلمبة الوقود في هذا المكان فهي قنبلة قابلة للانفجار وتحقيق كارثة أسوأ من كارثة بيروت.(طبعاً اذا جاءها وقود بنزين او جازولين وان شاء الله غاز). يقال إن الأمر في ام درمان أسوأ من ذلك بكثير.
أنا لا الوم الباعة الذين لم يجدوا في هذه (العاصمة) مهنة يمتهنونها تفِ بحاجتهم بعد أن أجبرهم سوء التخطيط العام ومنذ عقود، واهتمام الحكومات بالخرطوم و(تمييزها) على كل الولايات في الخدمات مما سبب النزوح الى الخرطوم الى أن صارت تحتضن ربع سكان السودان.
الأمر الثالث في ظل ازمة البنزين والجازولين في هذه الأيام ويكاد نصف السيارات في الصفوف انتظارا للوقود والشوارع تشكو من ازمة السير وسوء سلوك السائقين وانانيتهم كل يريد أن يحشر انف سيارته وتقف الحركة تماما في كل الاتجاهات ويرفض الرجوع لتنساب الحركة للآخرين (لا تحدثوني عن نيل هذا الشعب دا كلام واتساب. الواقع اليم جداً لا أدرى هل العلة في جيل واحد ام كل الأجيال وهل العلة في المدن ام عمت الجميع).
لكل ما تقدم وعجز كثير من المؤسسات العامة القيام بدورها (لن اسمي) أرى أن لا امل في اصلاح هذه (العاصمة) ويجب التفكير في عاصمة جديدة وقبل العاصمة الجديدة تفعيل الحكومة الالكترونية التي توفر جهداً ومالاً اللهم الا اذا كانت بيروقراطية الموظفين وتعاليهم على مراجعيهم هي ما يعوق ذلك.
عاصمة إدارية جديدة بعيدة عن هذه العاصمة العجوز تؤسس على أسس حضارية حديثة ترضي جيوش السياسيين الذين هم في تزايد لا تحتمله هذه العاصمة(نقوسها وللا بلاش) . بعد ذلك سيهون أمر تنظيمها تنظيماً يليق طبعا من الصعوبة ان تصبح عاصمة محترمة الا بعد أجيال. لكن خروج العاصمة الإدارية منها سيخفف كثيراً.
رحم الله سيد احمد الحاردلو المعنون لكتابه ب ….ابوك بلد.اللعن لا يجوز.

ليست هناك تعليقات: