تلاحظون أني عرّفتها بالألف واللام وليس بالإضافة حيث الهيئات التي تستحق أن تستحي كثيرة هيئة المياه مطلوب منها أكثر من الحياء، هيئة النظافة تستحق الردم والرجم، وغيرهما كثير ، لكنني أعني اليوم الهيئة العامة للطرق والجسور التي تحت إدارتها كل الطرق القومية.
من زمن لم أتحرك في كثير من الطرق القومية، لعامل السن حكمة، غير أني كثير الحركة على أبي الطرق القومية وعجوزها، صاحب اسم الدلع الشهير طريق الموت، منْ غير طريق مدني -الخرطوم يستحق اسم الدلع هذا؟ فهو أكثر الطرق كثافة مرورية ويربط ولايات الإنتاج الكبرى بالعاصمة.
لا تستعجلوا لن أطالب بتوسعته أو إكمال توسعته التي بدأت من مدني قبل سنوات بدوافع سياسية وليس دراسة استراتيجية. أقل الناس خبرة يقول كانت التوسعة من الخرطوم أفيد بكثير حيث عنق الزجاجة وتراكم المركبات، وقلناها في حينها ووافقني عليها مدير عام الهيئة يومها ووعد أن تكون التوسعة القادمة من جهة الخرطوم، وهذا ما لم يحن أوانه حتى الآن.
ما يستدعي الحياء من هيئة الطرق ما وصل إليه حال طريق الخرطوم مدني ومعلوم أن جزءاً كبيراً من بدايته ناحية الخرطوم منكور التبعية هل هو لولاية الخرطوم أم الهيئة العامة للطرق والجسور؟ لذا هو كل يوم في تردٍ جديد. وحفره تنافس بعضها أنا أعمق لا أنتِ أعمق أنا أكثر ضرراً منك لا أنا أتوسط الطريق وأخليهم يجولوا وأنتِ على الطرف. ويستمر تنافس الحفر وتصل لمرحلة المباركة لبعض لأنهم نسوها سنتين ما حد خت عليها كوريق إسفلت.
إلى أن تصل ثالثة الأثافي (رحم الله صديقا د. عبد الماجد عبد القادر صاحب عمود وكتاب بهذا الاسم) .
عند ترعة مشروع سوبا الزراعي بعد مقر الحرس الجمهوري وعند جنائن الباقير قبل شرطة المعابر مضيق سببه ترعة المشروع ، تصدع إسفلت هذه الأمتار العشرة، على أكثر تقدير، منذ الخريف الماضي وصار عبور هذه الأمتار اختناقاً مرورياً تصطف السيارات والشاحنات زمناً لتتعدى هذا المضيق. لو حسبت التكلفة الاقتصادية لعبور هذه المضيق ليوم واحد من زمن مهدر ووقود مهدر وتأخر منتجات وسلع ليوم واحد فقط لكانت كافية لحل هذه المسافة لا أقول إعادة سفلتتها كما كانت ربما تكفي تكلفة اليوم الواحد لعمل جسر يمرر أضعاف هذه المركبات وفي زمن قياسي.
لمن أوكلت مراقبة هذا الطريق الكارثي وماذا فعل هذا المهندس هل اكتفى بكتابة التقارير الباردة وانتظار الردود ممن لا يقدرون الوطن والمواطن ولا يحسون بآلام الناس؟ لو كنت مكانه لدعوت مدير عام الهيئة في مشوار على هذا الطريق من الخرطوم إلى فداسي وبسيارة صغيرة ليس من الفارهات الجياد ذات الكفرات العريضة التي لا تهمها الحفر. ليرى بعيني رأسه كيف تعاني وتتعثر بغال هذا الشعب ولم يسو لها عمرنا مدير الهيئة الطريق.
أيها الناس السودان ليس الخرطوم فقط.