الثلاثاء، 7 أبريل 2020

معاش الناس. متى؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم







معاش الناس. متى؟



هؤلاء المتصارعون الباحثون عن الكراسي، هل يعلمون كم سعر كيلو اللحم؟ هل يعرفون كم سعر لتر الحليب؟ هل يعرفون كم تبلغ نسبة فاتورة المواصلات من الراتب؟ هل يعرفون كيف يذهب التلاميذ الفقراء وكيف يعودون وما هي اوزانهم بالنسبة لأعمارهم؟ القادمون من دول الغرب ذوي البدل اللامعة والقاطنون في الفنادق في أديس (تلك المدينة الغبراء ذات الشوارع المتسخة والفنادق المتواضعة ومضيفاتها المسكينات) الا يخجلون أن يتركوا عاصمتهم الجميلة التي ليس فيها أي مشكلة غير انها مكتظة بالسكان لذا هم يتحدثون عن المحاصصة وكم لنا وكم لكم؟ هل يظنون ان الشعب مل وجوه السابقين فقط ويريد تغيير الوجوه والاسماء؟

رب قائل وما صراعهم وتشاكسهم وطول اجتماعاتهم الا الهم العام ومعاش الناس وبناء دولة المواطن. الذي يحاصص ويطالب بالنسب يسعى لمواطن الدولة وليس دولة المواطن أي يريد ان يجعل المواطن مصدر رفاهيته ولن يقدم اليه بل سيأخذ منه. 

إذا ما وجدنا آلية لاستجواب الشباب الذي قاد الثورة وسألناهم ألهذا كانت ثورتكم؟ كيف سيجيبون؟ ألم يختطف ثورتهم مدمني السياسة الذين لم يزرعوا خيرا في يوم من الأيام ولا استثني الا القليل منهم.

الم يقلل الجدل السياسي الدائر طموح الشباب في بناء الدولة التي يحلمون بها؟ قرأت مبادرة شبابية أيام الحماس قبل ان تخبو جذوته تقول المبادرة حلا لمشكلة النقد الأجنبي على كل سوداني خارج البلاد أن يدفع مائة دولار للبنك المركزي مرفقة بإحصاءات تقريبية وكيف سيكون حال البنك المركزي بعد توريدها.

هل سيكون مقدمي المبادرة بنفس الحماس حتى الآن؟ لا أظن.

لم نسمع بخطط ولا برامج ولا شيء يفرح ثلاثة اشهر مرت والحال من سيء الى أسوأ والأخبار لا تبشر بخير عبارات التنافر اكثر من عبارات التقارب وكثيرون يتبسمون للكاميرات وقلوبهم ليست باسمة.

هذا العراك السياسي الدائر بين المجلس العسكري و(قحت) والصراع الدائر بين مكونات (قحت) نفسها كم عدد هؤلاء وما ذنب الملايين التي تريد أن ترى تغيرا. يريدون بناء دولة محترمة يحق فيها الحق ويبطل فيها الباطل الناس فيها سواسية كأسنان المشط (هذا المثال اما كفاه الا يوجد شيء متساوي غير اسنان المشط؟).

ثلاثة أشهر مرت ليلة ، ليلة ولم نسمع بمعالجة فساد ولا اصلاح تدني قيمة العملة المحلية التي يتحجج بها من يؤججون الاسواق ويجعلون منها ناراً لا تحتمل. هل مازال الفساد مستمراً؟ هل مازال البنك المركزي يدفع العملات الحرة لأناس يأخذونها بالسعر الرسمي بحجج الدقيق والأدوية والوقود ويبيعونها الدولار في السوق الأسود؟ الذي يسمونه دلعاً السوق الموازي؟



ما جاء من ودائع لماذا لم يظهر اثره في الحياة صفوف البنزين في الأقاليم وصفوف الجازولين في كل السودان أما الغاز فهو لتدليع العاصمة وساكنيها وبالسعر الزهيد إن شاء الله الأقاليم تحرق ما مشكلة.  

العمر ولى نريد أن نفرح بوطن محترم.

28/7/2019

ليست هناك تعليقات: