الثلاثاء، 7 أبريل 2020

اعفاء وتعيين


                              بسم الله الرحمن الرحي 

اعفاء وتعيين



         يبدو إن من اكبر مشاكل بلادنا هي الإدارة وهذه نقطة الضعف التي لم يلتفت اليها صانع قرار وما حال الاقتصاد الا من ضعف الإدارة في مرافق كثيرة.

اختيار ادري معين لمرفق معين لابد ان تكون له قواعد من هذه الادارات ما يكفيه التدرج الطبيعي، أطول الموظفين مكوثاً وتدرجاً  يمكن ان يكون هو المدير المطلوب        وهذا بشرط ان يكون مواكباً للمستجدات حتى لا يسجن ادارته حيث وقفت الخدمة المدنية التي تركها المستعمر ومازال كثيرون يبكون عليها وكأنها كتاب مقدس وما علموا ان لكل زمان رجاله وآلاته وتقاناته.

         إدارات تحتاج متخصصين لا يكون شرط التدرج واحد منها ويجب ان يتنافس عليها ذوو المؤهلات المطلوبة دون تمييز وبمنافسة ليس فيها (دا من جماعتنا و دا من البدريين ولا كادر قديم وهب نفسه لخدمة البروتاريا)  ولا يكون للمخدم في الشروط رأي حتى لا يقول: هذا رجل قوي وسيعمل لنا مشاكل نحنا عايز واحد ينفذ البنقولوا).

       ثم تأتي شروط العقد ودائما ما يكون فيها فترة تجريبية ثلاثة اشهر مثلاً يخضع فيها للمراقبة وبعدها لا يبت في امر استمراره شخص واحد بل لجنة تخضع موجبات الإداري وسلبياته وعليها يبنى ان يستمر ام لا؟ وليس هذا فقط بل يكاشف في إيجابياته وسلبياته حتى لا يكون الامر خاضع للهوى او عدم تمرير مصالح فئة معينة.   

إعفاء شخص من منصبه في هذا الزمان يسمع به كل الناس وليس دائرة الاختصاص فقط ن ويبدأ الناس في التأويل الذي سيكون له آثار سلبية ليس على الشخص بل الامر يتعداه لأسرته الصغير وعائلته ( ربما يعود ابن في الأساس منهمر الدموع يقف امام امه منكسرا : الأولاد قالوا لي ابوك رفدوه).

      ليس الحل ، كما نرى، كلما اعفي فاشل حول الى مؤسسة الى أخرى في عملية تدوير أوردت البلاد موارد الهلاك.  وهذا الذي يُدور سيجلس على الكرسي الجديد وفي خاطره المثل السوداني (الضائق قرصة الدبيب بيخاف من مجر الحبل) فسيجل خاملا كل همه البقاء في الموقع الجديد حتى لا يخرج خروجا نهائيا من كل الوظائف العليا. 

     اداريو هذا الزمان ، الا من رحم ربي، إما خامل بلا عطا يذكر واما متفولح ليثبت وجوده ويجذب الأنظار اليه ويجعل من القرارات غير المدروسة والتي تثير الزوابع مدخله للفت الأنظار. وكلاهما مضر.

      متخذ القرار عندما يكثر من الإعفاءات والتعينات الا ينم ذلك عن خلل في مكان ما؟ اما طريقة الاختيار او السيستم. وقبل ان نضرب امثلة (وما اظنني فاعل) هل يٌبلّغ الذي يُعفى بسبب اعفائه حتى يكون على بينة من خطائه ولا يعود اليه في مستقبل أيامه وربما وشاية من حاسد وما اكثر الحاسدين والشمشارين في هذا البلد. وهل يبلغ خلفه لماذا أعفي سلفه؟ حتى يفتح عينه قدر الريال (الريال المجيدي عمله في زمن سابق) هذا الشرح للذين لا يعرفون الا ريال مدريد والريال السعودي.

اللهم ولي علينا خيارنا





8/3/2019


ليست هناك تعليقات: