كبار الشخصيات V.I.P.
مدخل:
في يوم من الأيام وفي العلاقات البينية رأيت
أحد المسئولين الكبار جدا يقف معنا في الصف لينجز مهمة جوازات تقريبا تأشيرة،
اعرفه ويعرفني، بعد السلام سالته اليس لكم موظف علاقات عامة ليقوم بهذه المهمة؟
تخيلوا الرد قال لي: هذه جوازات اسرتي وامر خاص ليس له علاقة بالعمل لذا أقوم بها
بنفسي. لن اذكر اسمه ولكن قطعا هناك ورعون مثله كثيرون (ومن الناس من لم يصدق
جلوسه على كرسي حتى يوظف كل إمكانات المكان لأموره الشخصية واقاربه).
الحمد لله الآن ففي
كثير من المرافق هناك تذاكر مرقمة تحفظ الأولوية والناس جلوس. اللهم عممها في كل
مرفق وجنبنا صفوف الخبز والبنزين والغاز.
هل ورثنا من المستعمر كل عيوبه وتركنا بعض
محاسنه؟ هل في تربيتنا خلل؟ هل نقرأ التاريخ للتسلية؟ السنة النبوية وصور من حياة
الصحابة (اسم كتاب لمؤلفه الشيخ عبد الرحمن رافت الباشا) هل هي للعبرة أم للإعجاب
وتحويلها الى مسرحيات.
تجد صفاً فيه عشرات الناس ينتظرون خدمة ما،
يأتي أحدهم ويتجاوز كل هذا الصف ويتقدمهم جميعاً لأنه من القوات النظامية شرطة او
جيش ويقضي أمره او أمر أحد اقاربه وينصرف وكأنه لم يفعل منكراً. من أين جات هذه
العادات المنكرة. الأمر لا يقتصر على القوات النظامية، حتى بعض افراد العامة يمارسون
ما هو أسوأ من ذلك مثال في نقاط تحصيل رسوم عبور الطرق القومية تجد صفا من
السيارات فيه عشر سيارات مثلاً ويأتي من يتجاوزهم جميعا ويضع مقدمة سيارته امام
اقرب سيارة للمحصل وقد يدفع وقد لا يدفع الرسوم ويمضي تاركا من بالصف وكأنهم ليسوا
بشرا وهو المميز الوحيد (لا يقود سيارة اسعاف طبعا حتى تفتح له الطرق كما هو
معروف).
عشرات الأمثلة يمكن ان تُضرب لسوء السلوك في
تمييز الناس عن بعضهم مما خلق تربية خاطئة وللأسف هي في تزايد. الإسلام الذي ربى
الناس على انهم سواسية في صفوف الصلاة يريدهم ان يطبقوا هذه المساواة خارج المسجد
أيضا (أخشى ان يكون بعض موظفي المراسم قد شوهوا مساواة المصلين في المسجد واحقية
من سبق بالصف الأول).
نعم ليس قيمة الوقت متساوية عند الجميع ولكن
الذي يترتب على وقته ضرر او منفعة للناس لابد ان تكون لهم قنوات خاصة وبطرق لا
تستفز الآخرين أن تكون لهم مكاتب خاصة بعيدة عن صفوف العامة وبدون لوحات مستفزة.
مجمعات خدمات الشرطة
للأسف لها مكتب خاص مكتوب عليه (كبار الشخصيات VIP
)
وفي المطار صالة خاصة لكبار الشخصيات او الشخصيات المهمة (طبعا لست بصدد ما قيل
فيها من فواتير مهولة تدفع من خزينة
الدولة وعقد لاكته الألسن).
كل هذا تميز خاطئ
يجب تربية الناس على المساواة. هذا واحد من العوامل التي تحد من التكالب على
السلطة وان مشينا فيه طويلا لن نسمع من يطالب بالعدالة ولا من يشعر بغبن.
كلكم
ابنا تسعة كما يقولون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق