اللهم شماتة
اعتاد الناس ان
يقولوا اللهم لا شماتة وهم يمارسون الشماتة فلنكن واضحين.
حين كنت انتقد
الحلول الأمنية في توزيع الخدمات والمواد والمحروقات التي كانت للخرطوم لدرجة كتبت
يوماً مقالا بعنوان (جمهورية الخرطوم). كانت حجة الحكومة الأمنية المستترة الخوف
من ان تهب الخرطوم وتنتفض لذا يجب تدليل مواطن الخرطوم لأقصى حد حتى أصبح مقياس
نهاية الازمة هو ما يجري في الخرطوم واذا قالوا لا أزمة في البنزين فهم لا ينظرون
الا تحت ارجلهم وكل السودان يشكو من أزمة البنزين حين التصريح بحل الأزمة إلا
الخرطوم.
أما في الغاز فكل غاز مصفاة الجيلي
لولاية الخرطوم وكل السودان ينتظر القادم من البحر يأتي او لا يأني توجد قيمته
الدولارية او لا توجد لا يهم ما دام مواطن الخرطوم غازه متوفر ولن يتظاهر ولن يخرج
للشارع.
اما الدقيق قمح
الجزيرة التي يطحن فيها يوجه الى الخرطوم وكل قمح محلي او مستورد للخرطوم منه 60 %
ولكل الولايات السبعة عشر الباقية الأربعين الباقية.
عندما يدير الدولة الأمن وليس للأمن معرقة
بمقولة (حصنوها بالعدل) وفي نقسه يقول سنحصنها بالقوة والردع والظلم والقهر. يمهله
الله الذي لا يهمل وعندما يسدر في غيه تظهر قدرة الله ويقول له خاب رجاءك العدل
والعدل فقط هو المخرج وهو المنقذ وليس العصا.
عندما يشتط الأمن في القهر والظلم تدخله
اللعنة ويبدأ في أكل بعضه بعضا وكل يعرف للآخر ما لا يعرفه العامة ويسود الفساد.
ننتظر
دولة حضارية لا تتعدى فيها سلطة على سلطة الأمن يجمع ويحلل المعلومات ويعد
الدراسات على ضوئها يهتدي التشريعي وينفذ التنفيذي. والسلطة القضائية مطالبة
بمضاعفة عدد المحاكم ومضاعفة عدد القضاة ونريد حرية صحافة لا يشار فيها لاسم
المتهم بالحروف وكل من له بينة يقدمها وبالصوت العالي وعلى المتضرر التوجه الى
القضاء ليفصل ويردع اما الكاذب او المجرم ردعا يكون عبرة لغيره. ثم لا نريد ان
نسمع كلمة (حصانة) أبداً تلك الكلمة التي صارت كرت وجواز لمرور الفساد ليس هناك حصانة
لأحد الا في نطاق ضيق ومعلوم حتى لا يكون رفع الحصانات من اشق المهام وتظل
النيابات في انتظار رفع الحصانة بالشهور الى ان ينسى الناس القضية.
بهذا فقط نبني حائطاً بين الماضي والحاضر
يرضي جيل الشباب الواعد ببناء سودان لا يتحكم فيه اشخاص بالقوة والفهلوة وسكوت
الحاشية ورفع الأصوات.
المساواة بين
المواطنين أينما كانوا وتقديم الخدمات لهم سيكون لها عدة فوائد في التوازن
السكاني. تقريبا ربع سكان السودان الان في الخرطوم حدث هذا بخطل الحلول الأمنية
وضاعف هذا التكدس السكاني في الخرطوم كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
سودان الغد الذي
نريده لأبنائنا لا يعرف الأشخاص وثوابته دولة القانون والعدالة.
والحمد
لله أولا واخيرا
25/4/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق