الثلاثاء، 7 أبريل 2020

أين العقلاء؟


                              بسم الله الرحمن الرحيم

    

أين العقلاء؟



        تجري الاحداث في بلادنا بسرعة وفي كل الاتجاهات وكل يوم يمر يظهر عامل جديد في المعادلة السودانية. واي زمن يمضي دون اتفاق يعقد الأمر لا أقول قليلا بل كثيراً.

       والقوم يتصارعون على مكاسبهم الشخصية والحزبية وانتصار افكارهم لا بالحجة والسلمية والديمقراطية ولكن بسرقة الملاعب واستغفال الآخرين وكل سادر في غيه لا يريد ان يسمع من الآخر ويدعي وصاية على الشعب الذي لم يفوض أحداً حتى الآن.

    بينما الصراع الداخلي غارق في التفاصيل متناسيا العوامل الخارجية التي تتوالى بسرعة فائقة. ولكل حركة ردود أفعال. على سبيل المثال زيارة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي للسعودية وقطعا لا ندري ماذا دار هناك وما يقال في الاعلام لا يكون كل الحقيقة وكثير من القول كان همساُ لم يسمع به ربما حتى اعضاء الوفد. رغم ذلك رد فعل تلك الزيارة كان تصريح الحوثيين على انهم سيضربون السودان اذا ما استمر في مشاركة حرب اليمن وسيضربون السدود على وجه التحديد. وعندما يقول الحوثيون ذلك يعني هذا ما تقوله ايران واخبار الأسابيع الماضية التي تقول ان تخريب السفن السعودية وضرب خطوط أرامكو يجعل الامر ليس تهديد من (يهورط) ولكن تهديد من يقدر على ان يفعل وها هي أمريكا بجلالة قدرها العسكري تخاف من يران وكوريا خوف الفار من القط.

   ثم مشاركة السودان في حرب اليمن ما هي الا شراء رجال بالمال ولن يجني السودان منها الا العار وحتى ثمن الرجال الذي يدفع هل يصب في الحسابات الخاصة ام في الخزينة العامة؟

  ودولتي الخليج اللتان تتبجحان بمساعدة السودان وايداع 250 مليون دولار من كل منهما أي نصف مليار دولار في حين انها دفعت للسيسي او مصر لا ادري 12 مليار دولار ومصر ليس لها جندي واحد في اليمن أي لعب هذا.

   وقطعا الدولتان الخليجيتان امرهما ليس بيدهما فما حاكماها الفعليان الا اداتين في يد أمريكا وإسرائيل ولا تدفعان الا بموافقتهما. وفي وضع كهذا تعدان بالمشاركة في تنمية السودان. من يصدق هذا الزعم لا يعرف من السياسة الا كما اعرف انا عن كرة القدم وانديتها.

    السؤال متى يكون لعقلاء بلادنا وعلمائها وساستها المخلصون دور في وقف هذا العبث وهذه التحركات غير محسوبة العواقب هل سيطر اليسار على الملعب بتهديد كل من يخالفه الراي ووصمه بانه (كوز) كما يفعل شباب الثورة امام القيادة العامة منفذين لأجندة يعرفون جذورها وهم في حماس الشباب.

    اذا ما تصدر الموقف الجهل والحقد والانتقام والتكالب على المصالح سنفقد وطنا كبيرا كان المفروض ان يُركِّع المنطقة كلها بقوته ومقدراته وثرواته اذا ما تقدمه ساسة عقلاء. واعتقد ان ثروة السودان الحقيقية هي شعبه الواعي المتعلم المهذب الصبور. ولكن متى يتقدمه عقلاؤه؟

                     امسكوا يد هؤلاء قبل أن يغرق المركب.

26/5/2019

ليست هناك تعليقات: